تحية
رمضانية
رمضان
1427
-
(17 رمضان)
النفس
نفس
الشيء في اللغة وجوده. وعند
القوم ليس المراد من إطلاق لفظ
النفس الوجود، ولا القالب
الموضوع، إنما أرادوا بالنفس ما
كان معلوماً من أوصاف العبد
ومذموماً من أخلاقه وأفعاله. ثم
المعلومات من أوصاف العبد على
ضربين أحدهما يكون كسباً له
كمعاصيه ومخالفاته، والثاني
أخلاقه الدنيئة فهي في
أنفسها مذمومة فإذا عالجها
العبد ونازلها تنتفي عنه
تلك الأخلاق بالمجاهدة.
وأما
القسم الثاني من النفس فسفساف
الأخلاق والدنئ منها. هذا حده
على الجملة. ثم تفصيلها فالكبر
والغضب والحقد والحسد وسوء
الخلق وقلة الاحتمال وغير ذلك
من الأخلاق المذمومة. وأشد
أحكام النفس وأصعبها توهمها أن
شيئاً منها حسن أو أن لها
استحقاق قدر ولهذا عد ذلك من
الشرك الخفي.
ومعالجة
الأخلاق في ترك النفس وكسرها
أتم من مقاساة الجوع والعطش
والسهر وغير ذلك من المجاهدات
التي تتضمن سقوط القوة، وإن كان
ذلك أيضاً من جملة ترك النفس
ويحتمل أن تكون النفس لطيفة
مودعة في هذا القالب هي محل
الأخلاق المعلومة، كما أن الروح
لطيفة في هذا القارب هي محل
الأخلاق المحمودة وتكون الجملة
مسخراً بعضها لبعض والجميع
إنسان واحد.
|