تحية
رمضانية
رمضان
1427
-
(20 رمضان)
التوبة
إذا
فكر بقلبه في سوء ما يصنعه وأبصر
ما هو عليه من قبيح الأفعال سنح
في قلبه إرادة التوبة والإقلاع
عن قبيح المعاملة فيمده الحق
سبحانه بتصحيح العزيمة والأخذ
في جميل الرجعى والتأهب لأسباب
التوبة فأول ذلك هجران إخوان
السوء فإنهم هم الذين يحملونه
على رد هذا القصد، ويشوشون عليه
صحة هذا العزم، ولا يتم ذلك إلا
بالمواظبة على المشاهدة التي
تزيد في رغبته في التوبة، وتوفر
دواعيه على إتمام ما عزم مما
يقوى خوفه ورجاءه فعند ذلك تنحل
من قلبه عقدة الإصرار على ما هو
عليه من قبيح الأفعال، فيقف عن
تعاطي المحظورات، ويكبح لجام
نفسه في متابعة الشهوات، فيفارق
الزلة في الحال، ويبرم العزيمة
على أن لا يعود إلى مثلها في
الاستقبال. فإن مضى على موجب
قصده ونفذ بمقتضى عزمه فهو
الموفق صدقاً، وإن نقض التوبة
مرة أو مرات وتحمل إرادته على
تجديدها فقد يكون مثل هذا أيضاً
كثيراً فلا ينبغي قطع الرجاء عن
توبة أمثال هؤلاء فإن لكل أجل
كتاب.
|