ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 15/10/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


(12 رمضان)

وجـْد

كلما أوغلت الفهوم في معرفة الخالق فشاهدت عظمته ولطفه ورفعته، تاهت في محبته فخرجت عن حد الثبوت.

وقد كان خلق من الناس غلبت عليهم محبة فلم يقدروا على مخالطة الخلق. ومنهم من لم يقدر على السكوت عن الذكر، وفيهم من لم ينم إلا غلبة، وفيهم من هام في البراري، ومنهم من احترق في بدنه. فيا حسن مخمورهم ما ألذ سكره، ويا عيش قلقهم ما أحسن وجده.

كان أبو عبيدة الخواص قد غلبه الوجد كان يمشي في الأسواق ويقول: واشوقاه إلى من يراني ولا أراه، وكان فتح بن سخرف يقول: قد طال شوقي إليك، فعجل قدومي عليك، وكان قيس بن الربيع كأنه مخمور من غير شراب، وكان ابن عقيل يقول: إن التبذل فيه سبحانه أحسن من التجمل في غيره.. هل رأيت قط عراة أحسن من المحرمين! هل رأيت للمتزينين برياش الدنيا كأثواب الصالحين! هل رأيت خماراً أحسن من نعاس المتهجدين!

هل رأيت سكراً أحسن من صعق الواجدين! هل شاهدت ماء صافياً أصفى من دموع المتأسفين؟ هل رأيت رؤوساً مائلة كرؤوس المنكسرين، هل لصق بالأرض أحسن من جباه المصلين! هل حرك نسيم الأسحار أوراق الأشجار فبلغ مبلغ تحريكه أذيال المتهجدين! هل ارتفعت أكف وانبسطت أيدي فضاهت أكف الراغبين! هل حرك القلوب صوت ترجيع لحن أو رنة وتر كما حرك حنين المشتاقين؛ وإنما يحسن التبذل في تحصيل أوفى الأغراض. فلذلك حسن التبذل في خدمة المنعم.

ابن الجوزي

صيد الخاطر

أعلى الصفحةالصفحة الرئيسة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ