إرادة
الإصلاح البعثية
صواريخ
سكود باتجاه الشمال
زهير
سالم*
تساءل الكثيرون
عن سر إطلاق صواريخ سكود
السورية باتجاه الشمال، باتجاه
الجار التركي الذي أصبح
ببرغماتية عجائبية حبيباً
وقريباً!! ومع أن تركية باتت
تدفع ثمن علاقاتها الحارة مع
دمشق على فاتورتها الأمريكية.
حيث أكدت صحيفة الوطن التركية
10/6/2005/ أن الرئيس الأمريكي حذر
أردوغان من علاقات حارة أو
حميمة مع دمشق؛ فإن الصواريخ
البعثية الاستعراضية انطلقت
باتجاهها.
ولقد حملت هذه
الصواريخ أكثر من رسالة رمزية،
أكدت الأولى منها أن البعث قد
فقد (بوصلته) أو (صوابه). فحالة
الفزع التي تنتاب الحزب، أو من
يختبئ وراءه، وهو في مقام عبر
عنه المتنبي (لو رأى غير شيء ظنه
رجلاً)، تدفعه إلى الاستعراض في
اتجاه القريب الحبيب الذي يمكن
أن يعتذر منه، دون أن يكون
قادراً ولو على التفكير في
توجيه فوهات المدافع، وليس
منصات الصواريخ في اتجاه العدو
الحقيقي الذي لم يعد عدواً بعد
أن امتدت اليد لمصافحته وهو
متربع على ثرى الجولان.
رمزية الحركة
الاستعراضية بصواريخ سكود
انتقلت هي الأخرى إلى المؤتمر
القطري العاشر حيث أكد البعث
تصميمه على تجاهل رغبات
الجماهير، وتطلعات الشعب،
ومحاصرة نفسه ملهوفاً فزعاً في
مربع (الاسترضاء) الأمريكي.
ليس بشار الأسد،
وحده، هذه المرة هو الذي يمد يده
لمصافحة (موسى قصاب)، وليس بشار
الأسد، وحده، هذه المرة الذي
يسقط الجولان والأرض السورية
المحتلة من خطابه أصلاً فلا يمر
عليه لا لاسقاط العتب ولا مرور
الكرام أو مرور غيرهم. وإنما
المؤتمر القطري العاشر لحزب
البعث العربي الاشتراكي بكل
ضجيجه وعجيجه هو الذي يفعل ذلك
وهو الذي يعلن الرغبة الأكيدة
في الانخراط في مربع (الاسترضاء)
أو (الاستخذاء) الأمريكي.
يلفت نظرك أحد
المناضلين البعثيين ـ لا فض فوه
ـ وهو يعلن الرغبة الكريمة
للحوار مع الأمريكي، فيستغفله
مذيع متشيطن فيسأله: ولكن ما
الشروط: فيتلبس الرجل طبعه
البعثي ليقول: الشروط أولاً
وثانياً وثالثاً ويستمر لولا أن
قطعه المذيع منبهاً أن وقت
البرنامج قد انتهى.
يلفت نظرك في هذا
الموقف البعثي أن الفهلوي نسي
أن سيده قد أعلنها منذ شهور
طويلة على رؤس الأشهاد: بلا شروط..
*مدير
مركز الشرق العربي
12/06/2005
|