خيارنا
تحرير
الأرض بكل الخيارات المشروعة
زهير
سالم*
يبدو
أن الكيل بمكيالين ليس اختصاصاً
غربياً، ولا اختصاصاً
استبدادياً متعالياً، يعطي
صاحبه الحق الأولي في أن يقول (نعم)
حيث يريد و(لا) حيث يشتهي. ربما
هو نزعة بشرية عامة يصبح فيها
الهوى ـ شر إله عبد من دون الله ـ
سيدَ الموقف.
المتحلقون
حول النظام السوري، الراقصون
على مزماره، الذين يصفقون ليل
نهار لما يسمونه الممانعة
والصمود في وجه المخططات
والرغبات الأمريكية الصهيونية،
من الذين يتعاملون مع العناوين
دون المضامين؛ ينسون أو يتناسون
الإعلان الاستراتيجي الذي
يتقدم به النظام السوري صريحاً
دون مواربة بالتزامه لتحرير (الجولان)
الأرض السورية المحتلة بالسلام
كخيار استراتيجي وحيد. وطبعاً
مقتضى السياسة يخولني أن أستبدل
اللفظ المنمق (السلام) ببديله
العملي الواقعي وهو المطمطة
السياسية مع العدو لتمييع
الموقف، وتحويل القضية المعلقة
من جيل إلى جيل.. دون أن يستشعر
العدو المحتل للأرض، أن للصبر
حدوداً وأن الزمن الذي يتآكل
لمصلحته هو، لا بد له من نهاية.
أحد
من الثملين بالزبيب السوري لم
يجد في القيد الذي يضعه النظام
على خياره الاستراتيجي بأنه (خيار
وحيد) حجراً لواسع، ولا طريقة
للتهرب من تحمل المسؤولية، أو
تنازلاً عن حق كفلته الشرائع
والمواثيق. لم يجد أحد في
الانكفاء أربعيـــن سنة تحت
مظلة الخيار الوحيـــد
استسلاماً أو تخاذلاً أو ضعفاً
أو تفريطاً.. فهذا كيل للحشــف
بمكياله الأوفى!!
ثم
كان على الجبهة المقابلة الموقف
العام لجماعة الإخوان المسلمين.
الموقف الرافض للخيار (الوحيـــد)
والمؤكد على الحق في اعتماد
جميع الخيارات المشروعة لتحرير
الأرض واسترداد الحق.
وأمام
هذا الإعلان الصريح والواضح
والمؤكد لمبدئية لا ترتقي إليها
الشبهات، وتتجاوز أصحاب الخيار
الوحيد كما تتجاوز كل الذين
يدورون في فلكهم، أو يحلبون في
إناءهم؛ يكون مكيال آخر، وتبدأ
الصنعة الكلامية ذات الصبغة
النظرية أداءها السمج بتوليد
المعاني، وتشقيق الموقف من
الموقف، والاتكاء على مفهوم
الطرد تارة ومفهوم العكس أخرى
من أجل اقتناص ما يذم أو ما
يعاب، تشفي حاجة في بعض النفوس
وتخدم المتخاذلين أو المشككين
أو المتربصين.
ثلاثون
عاماً من المحنة، قتل وسجن
وتشريد واغتراب دفعها أبناء
الشعب السوري ثمناً لموقف مبدئي
ما كانوا ليتنازلوا عنه أو
يساوموا عليه، وستبقى كل
الخيارات المشروعة مفتوحة أمام
دعاة التحرر والتحرير.
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
24/07/2006
|