الطُّعـم
زهير
سالم*
هذه الحرب المدمرة المفتوحة
على لبنان الإنسان والعمران على
الأطفال والنساء والشيوخ على
المدنيين العزل وعلى الحجر
والشجر.
هذه الحرب المدمرة التي نصبت
شركاً للمقاومة الإسلامية
ولحزب الله، وللسيد حسن نصرالله
بالذات، المشروع والمصداقية
والشخص. هل هي الطريقة المثلى
للتخلص من المقاومة والتخفف من
تبعاتها؟ سؤال لا نطرحه وإنما
نقرؤه في واقع تسطره الأحداث؟!
قرار باطني يدفع وآخر ظاهري
جهنمي يبلع، ومزمار الحاوي يقرأ
على مسامع الضحية تراتيل الخدر
اللذيذ لتندفع أكثر...
والضحية.. لبنان كل لبنان،
والمقاومة الإسلامية وبعبارة
أكثر تحديداً حزب الله وزعيمه
السيد حسن نصرالله!! لقد تحول
هذا الحزب إلى عبء.. ليس على
لبنان فيما رأينا فكل لبنان كان
يرى للمقاومة في صفه الوطني
مقام الصدارة، وكل لبنان كان
يريد أن يأوي إلى المقاومة كمن
يأوي إلى ركن، وإنما تحول حزب
الله إلى عبء على الدولة التي
طالما حُسِب هذا الحزب عليها.
واعتبر التخلي عنه والتخلص منه
مطلباً أمريكياً لا فكاك منه..
مطلباً يصعب أن يقال له نعم كما
قيل للمطلب التركي في عبدالله
أوجلان. ويستحيل أن يقال له: لا،
لأن لا ستعني ما لا يقدر عليه
صاحبها.
التخلص من حزب الله وزعيمه
السيد حسن ينبغي أن يكون له
إخراج آخر. وكانت هذه الحرب
المستعمرة بين عاملي: الدفع
والبلع هي المخرج!! كانت على
وحشيتها وقساوتها وتدميرها،
طريقة ذكية للتخلص من العبء
الذي ناء به الكاهل، وصعب على
حامله التخلص المباشر منه لأن
أي خطوة عل هذه الطريق ستكون
بداية الانهيار.
ربما لن نضطر إلى كثير من الشرح
لكي نقنع السيد حسن نصرالله
وكذا الأستاذ خالد مشعل أنهما
ليسا أكثر أثَرَةً من سابق لهما
كان عبدالله أوجلان.. وكان لأكثر
من عقد يخيم بخيله ورجله على أرض
سورية وعلى أرض البقاع. وعندما
ضاق الخناق وجد الجد ألقي به
مكتوفاً في يم تتقاذفه الأمواج.
كانت طريقة التخلص من أوجلان
أكثر إنسانية إذ ألقي في اليم!!
أما حزب الله، ولا ندري ماذا
تخبئ الأيام للأستاذ خالد مشعل،
فقد ألقي به مباشرة في أتون حرب
لا تبقى ولا تذر.. ولم يكن حزب
الله والسيد حسن نصرالله في هذه
الحرب إلا الطعم الذي يضحي به
الصياد.
سمكة كبيرة ينتظرها المتفرجون
في دمشق، سمكة كبيرة لا ندري أي
وعد خفي أطمع بها لتستكمل حلقات
المأساة.
نقول المتفرجون في دمشق، لا
التماساً للعذر للآخرين، وإنما
تقريراً لحقيقة أن دمشق وحدها
هي التي تتمايل على وقع القذائف
على لبنان في الجنوب والشمال.
ولأن دمشق مع شريكها الأول في
إيران كانت صاحبة القرار في
إذكاء نار حربٍ ترى أن كل
تبعاتها طبل وزمر وشاشة إعلام
ومضافات ومخيمات لاستقبال
أفواج اللاجئين بكرم وحنان!!
نشفق على الطعم، لا نجد له لغة
أخوية نقول بها: نحن أقرب إليكم،
وانظروا إلى ما تصنع يد الصياد.
ونَحْذر ونُحذّر أن تكون السمكة
الذهبية الخفية الموعودة.. (قرش)
كبير يبتلع الطعم والصنارة
والصياد.
رايس قادمة، تحمل أوراق مشروع
شرق أوسط جديد فيها مَن سيبتلعه
الحوت.. ومن سيوقع على ما تريد؟!
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
25/07/2006
|