نبيه بري

والملتحفون بالمقاومة !!

زهير سالم*

كان نبيه بري، في مقابلته مع قناة الجزيرة الجمعة 28/7/2006، في غاية الصراحة وفي غاية الجرأة. كما كان قلباً موجَعاً مما يجري على أرضنا وشعبنا في لبنان. كان مخزون الألم في نفس الرجل وقلبه قد طفح فراح يتكلم كلام من خاب رجاؤه من كل شيء، وانقطع أمله من كل أحد، ووجد نفسه /وطنه وشعبه/ يُلقى في أتون حرب لاهبة لا تبقي ولا تذر.

كان نبيه بري يتكلم وهو على أرضية صلبة من مقاومة إسلامية، ونشدد على الوصف، أثبتت وجودها وكفاءتها رغم الاختلال في ميزان القوى، والاعتبارات الاستراتيجية والتكتيكية.. (حزب يواجه دولة تعلن دول الجامعة العربية عن مواجهتها..).

كان نبيه بري يتكلم وهو على مسافة واحدة من عاذل وجد فيما يجري على أرض لبنان مادة لعذله، ومرتعاً لحذاقته، ومن (حروري) راقت له فتوى تدور على دم البراغيث حين تستباح الأرض والعرض وينتهك الإنسان. ومن ثالث أعجبه أن يلتحف المقاومة دون أن يلتحق بها، فمكث يصفق ويدجل، وهو لا يزيد فيما يفعل على المكاء والتصدية، يسرق الجهد المقاوم ويتاجر بدماء الشهداء وآلام الأبرياء.

كانت تصريحات السيد نبيه بري الصريحة ضرورية في هذه المرحلة بالذات لأكثر من اعتبار، أولها أنه قطع الطريق على المزاودين بالمقاومة والمتاجرين بها. فهو يقول بصراحة ووضوح أن حديثه موجه لكل العرب، حاشراً القائمين والقاعدين في خانة واحدة !! وأول ما يلقي اللوم على تلك الأقطار التي التحفت المقاومة أو استلحقتها بدل أن تلحق بها!! إن ما قاله السيد نبيه بري يؤكد أن تأييد المقاومة ليس بالبيانات ولا بالأناشيد الحماسية ولا بالتصريحات الرنانة وإنما هو بالجهد والعمل والتضحية.. فكل العواصم العربية لها في نفوسنا المكانة والمنعة والاحترام نفسه، وكل الدم العربي له العصمة والحرمة نفسها.

ثم إن السيد نبيه بري بموقفه الصريح ذاك أراح كاهل المقاومة من ظل كئيب حاول البعض أن يلقي به عليها. فإذ ينبذ السيد بري ملاءة أولئك الذين التحفوا المقاومة أو يخرّقها عليهم؛ فإنه يؤكد أن مشروع المقاومة هو مشروع عربي إسلامي مستقل عن أي محور ذاتي أو فئوي أو مذهبي..

خطوة نبيه بري هذه أساسية وجوهرية وهي تستحق التشجيع وتستحق المزيد من التوضيح درءاً للشبهات، وقطعاً للطريق على أصحاب الذرائع أن يتقولوا..

مشروع المقاومة مشروع تضحية لا يستقل بحمله فرد ولا حزب ولا قطر ولا مذهب، وهو ليس سنياً في العراق أو في فلسطين ولا شيعياً في لبنان، هو مشروع أمة وعلى الذين يزعمون تأييده أن ينغمسوا فيه، وإلا فكل المتفرجين عليه، قاموا أو قعدوا، سواء.

دمشق عزيزة غالية مثل بيروت وحلب مثل طرابلس.. والجولان بإنسانه ومياهه وجبله وشجره أوسع وأكبر من مزارع شبعا. ومشروع التحرير حق على الجميع..

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

30/07/2006

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ