قانا
والشرق الأوسط الجديد
الموت
لا يأتي متسللاً
زهير
سالم*
الشرق الأوسط.. كلمة نعافها
ونكرهها ونرفضها لأنها عنوان
إلغائنا، وتجاوز وجودنا
وهويتنا. قالوا لا مشاحة في
الاصطلاح، ولكن عند هذا المصطلح
تكون المشاحة.. لأن هذا المصطلح
يعني أن يقول لك من يركب سيارتك:
ما أجمل سيارتنا!! ثم لا تدري
لعله يقول: ما أجمل سيارتي.
إنه ليس الشرق الأوسط.. بل هو
شرقنا العربي المسلم بكل ذخره
الحضاري، وعنفوانه الإنساني،
وتمثيله للخير الباقي في حياة
الإنسان، بعدما عدا العادون في
كل مكان على هذا الإنسان.
وقانا الأولى.. كما قانا
الثانية، كما القدس وجنين وغزة،
كما حماة وتدمر والقانون 49، كما
بغداد وأبو غريب، كما أفغانستان
وغوانتانامو حيث يذبح في كل
مكان إنسان المنطقة بسكاكين
متباينة ويد واحدة ويقبع أبرياء
في أعماق السجون لا لتهمة ولا
لشبهة. قانا واخواتها وكل
سوابقها ولواحقها تعتبر اليوم
من المبشرات الصاخبة بشرق أوسط
السيدة (كوندي) الجديد.
ذلك أن الشرق الأوسط القديم
الذي مضى من عمره أكثر من قرن،
والذي تداول أمره إنكليز
وفرنسيون وطليان وأسبان وألمان
وأمريكيون.. قد جاءنا متسللاً
متخفياً ودخل علينا من أبواب
متفرقة وبعناوين خلابة وبزخرف
من القول كثير.. ولكن قرناً مضى
أزاح الزبد عن وجه هذا الشرق
ليطل على العالم من جديد شرق
محمد بن عبدالله!! هكذا كان
وهكذا سيبقى حسبما حستمه رسوم
الدنمارك وحليفاتها.
الذين تداولوا أمر الشرق
الأوسط القديم رعوه في بيوت
زجاجية. وحاولوا إخراجه في غفلة
عن عين الرقيب أو وكلوا أمره إلى
سماسرة ثبت لهم أنهم وكلاء سوء
قطعوا الشجر وسرقوا ما سبق من
ثمر..
الذي يقوله المحافظون الجدد
اليوم، ويردده بوش ورايس وكل
العاملين في الجوقة الأمريكية..
إما أن تكونوا كما نريد تأكلون
ما نطعمكم، تلبسون ما نكسوكم،
إن كسوناكم، تستهلكون كل ما
نقدم لكم، ترددون ما نرتل على
مسامعكم، تكتبون الأفكار التي
نملي عليكم.. إما أن تكونوا كما
نريد (شرق أوسط جديد)؛ وإما أن
نجعلكم ونساءكم وأطفالكم
أشلاء، ونردمكم أحياء وقانا هي
أول الغيث!! (وفي الحرب كل شيء
يجوز) وقد كان في حربنا هيروشيما
وناغازاكي كما تعلمون.
قانا الحمراء بكل دمويتها
ووحشيتها إنما هي بعض المشروع
الأمريكي والقادم أدهى وأمر،
وليت قومي يعلمون..
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
01/08/2006
|