قانون
أولمرت الجديد
اخرجوا
من دياركم.. وإلا قتلناكم
زهير
سالم*
تصر الدول الكبرى
على إعطاء دولة الصهاينة الفرصة
الكاملة لتدمير لبنان،
واستباحة كل شيء فيه. والدول
الكبرى لا تبالي بأي اتجاه
يتطور أمر الحرب، وعند أي حد
تتوقف. هناك هدف مقرر مسبقاً
ستكون الدولة اليهودية الأداة
المباشرة في تنفيذه.
الدول العربية
مرهفة الشعور شديدة الحساسية
تطالب بحقها في أن تغمض العين
وتسد الأذن لكي لا يزعجها مشهد
الدم ولا يؤرقها استغاثة أم أو
وليد، وهي تعتقد أن المخطط الذي
سيمضي إلى غايته أكبر منها،
وأنها لا تملك إلا الحوقلة
بلغات متبانة في بعض الأحيان.
والشعوب العربية
المكبوتة المقهورة تتنزى ألماً
وتتميز غيظاًَ وتطرح الأسئلة،
تصرخ وتتشنج؛ ولكن الأخ الكبير
يقول لشعبه في كل قطر: الحكمة هي
التي تجنبكم مصير لبنان وأهله!!
(أولمرت).. الذي
أسف منذ أيام لمقتل المدنيين،
وأكد عبر ملامحه القاسية أنه لن
يعتذر، وأن الحرب ماضية إلى
أهدافها. وطالب اللبنانيين أن
يخرجوا من ديارهم لأنه سيدمرها؛
أولمرت الإرهابي هذا يضع
قانوناً جديداً في العلاقات
الدولية وفي النظم الدولية.
فبعد إنذار ثمانية وأربعين ساعة
سيكون من حقه أن يضرب يميناً
وشمالاً بالطريقة التي يريد
وبالحجم الذي يريد. وهكذا حسب
قانون أولمرت الجديد الذي تلقاه
العالم كل العالم بالقبول
السكوتي يمكن أن توجه أي قوة
إرهابية غاشمة إلى سكان مدينة
مليونية مثل القاهرة أو طوكيو
أو ربما نيويورك أو لندن
إنذاراً مثل هذا ثم يصبح كل شيء
مباحاً!! فبعد إنذار أولمرت
سيكون (لبنان كله قانا) ولن يكون
من حق أحد أن يحتج، ولن يكون من
حق أحد أن يطالب الإرهابي
المدجج بأحدث أدوات القتل
والتدمير أن يتوقى في اختيار
أهدافه، أو في تنفيذ ضرباته..
لأنه سبق أن أنذر (اخرجوا من
دياركم..) وقد أعذر من أنذر..
قانون أولمرت
الجديد (إنذار بالخروج من
الديار خلال ثمانية وأربعين
ساعة ثم يصبح كل شيء مباحاً..)
يتطلب من جميع
سكان العالم أن يبنوا مدناً
تبادلية!! لأننا لا ندري متى
سيفجأ مجنون أو مأفون سكان
مدينة ما أن يغادروا مدينتهم
ويخرجوا من ديارهم لأنه يظن أن
البرغوث الذي أرقه بالأمس مختبئ
فيها!!
كان المفروض أن
يعرض القانون الجديد.. (إنذار
بالخروج ثم يباح كل شيء) على
مجلس الأمن ليكتسب الشرعية
الدولية، ومن ثم يعتبر قانون
أولمرت الجديد هذا ناسخاً لكل
القوانين والشرائع الإنسانية،
وأن يحول بموجبه كل ما صنف من
قبل على أنه جريمة ضد الإنسانية
إلى خانة الفضائل العليا في
شرعة تحقيق الأهداف.
إن ضرورة الحفاظ
على النوع الإنساني، وحماية
قواعد العمران البشري؛ توجب على
العقلاء أن يتأملوا بعواقب
قانون استئصالي مثل هذا. قانون
يكرس قاعدة سنة للدمار
الإنساني، ويعتبر جواز عبور
للقتل والقتل المضاد.
فحين تكون تهمة
الإرهاب متبادلة، وأدوات القتل
متوفرة، ويكون منطق أولمرت هو
السائد، فإن كل الذي نخشاه أن
يطلع علينا من يطالب سكان قارة
بأسرها بمغادرتها لأنه يريد أن
يطهر قارتهم من البراغيث أو من
الثعابين!! وأول راض بسُنة من
سنها..!!
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
03/08/2006
|