عمالنا
السوريون
عزاء
إنساني وعزاء وطني
زهير
سالم*
لا ندعي خصوصية الدم السوري
الذي سفحته يد العدوان والجريمة
في لبنان عن دم أهلنا من أبناء
الجنوب والوسط والشمال.. بل الدم
الدم والهدم والهدم وكل ما يصيب
لبنان الوطن والإنسان يصيبنا في
الصميم..
لا ندعي خصوصية للدم السوري
الذي سفحته يد الجريمة
والعدوان، ونحن نعتقد أن من حق
لبنان علينا أن نطير إليه في
نائبته زرافات ووحدانا، لنسد
الثغرة، ونرد الصائل، ونقلب
السحر على الساحر.
شرف لكل عربي أو مسلم أن تشهد له
ساحات الشرف حيث يحمى الوطيس
وتحمر الحدق أنها نالت بعضاً من
دمه الزكي دفاعاً عن الأرض
والعرض عن الوجود والهوية عن
الحاضر والمستقبل وهذا ما تفعله
المقاومة اللبنانية اليوم
بصمود وإباء.
تكشف مأساة العمال السوريين
الذين تناثرت أشلاؤهم إلى جانب
صناديق الفواكه بعمقها عن حقيقة
أن هذا العامل المسكين إنما كان
يقيم في ساحة حرب تحت ظلال الموت
لينجو وأطفاله المنتظرون في
محافظات الشمال السوري من عضة
الجوع..
طاف يبغي نجوة من هلاك فهلك
العزاء في أعناقنا حق إنساني
للأطفال الذين سيطول انتظارهم
منذ الحادث المشؤوم، وربما يطول
جوعهم أيضاً وللزوجات والأمهات
والآباء.. وهو حق وطني مقدس لكل
أبناء الشعب السوري الذين آلت
أمورهم إلى أن يضربوا في الأرض
مشرقين ومغربين بحثاً عن لقمة
العيش ولو كانت بين (فكي ومخلب
الأسد) كما قال الشاعر من قبل.
خلل اقتصادي كبير أصاب شعبنا
فأذاب الشحم وأكل اللحم ونقى
العظم وترك الأكثرية الكاثرة من
المواطنين تلوب على اللقمة فلا
تجدها إلا حيث لقي العمال
السوريين مصرعهم وبالطريقة
التي نقلتها عدسات المصورين
العالميين. فأي انهيار هذا الذي
فرغ الوطن من طاقاته وأهدر
امكاناته وأغلق الفرص الحقيقية
في وجه أبنائه، وشامنا هو الوطن
العامر وأبناؤه هم المهرة
المنجزون؟!
خلل سياسي.. ضاع من خلاله مفهوم
المسؤولية وحقيقتها، ومغزى
الدور السوري المتميز على مدى
تاريخ طويل، وجهل بمكانة سورية
في أطرها العالمية والإسلامية
والعربية!!
لبنان الوطن يدمر، ولبنان
الإنسان يذبح، وفي سورية من
يرقص على الجراح، ويتمدح
باستقبال اللاجئين، بينما
المواطن مشغول بملء صناديق
الفواكه والخضار بحثاً عن رغيف!!
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
08/08/2006
|