بسم
الله الرحمن الرحيم
كتاب
مفتوح
إلى
السادة أعضاء البرلمان
العربي
الانتقالي المجتمعين في دمشق
زهير
سالم*
السيد
عمرو موسى الأمين العام للجامعة
العربية..
السيد
محمد جاسم الصقر رئيس البرلمان
العربي الانتقالي..
السادة
أعضاء البرلمان العربي
الانتقالي..
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية
طيبة.. وبعد:
فستبقى
سوريةُ الوطنُ بموقعها
وبتراثها وبتاريخها، وسيبقى
شعبُها الحرّ الأبيّ؛ معقدَ
أمل، ومحطّ رجاء، وحضناً دافئاً
لتطلّعات الأمة المشروعة على
طريق التحرّر والنهوض والبناء.
سيبقى شعب سورية الأوفى، وإن
عضّه الظلم، وأدماه الاستبداد،
وجفاه ذوو القربى.. سيبقى الأوفى
للقضية مهما تناثرت عند قدميه
مشروعات الاستسلام، وسيبقى
الأوفى لمشروع النهضة مهما
تفنّن المستبدّون في اختراع
المعوّقات، وسيبقى الأوفى
للهوية وللحرية وللأرض
وللكرامة وللمجد؛ مهما جهد
المستبدّون لإخراجه من معركته،
معركة الأمة المصيرية، ومهما
تآمروا على شلّ طاقاته، وتعطيل
قدراته، بالإبادة قتلاً وسجناً
واعتقالاً!! وبالإشغال في
الصغائر، والإغراق في ضرورات
العيش بعد أن سرق الفاسدون
المفسدون جهدَه وعرقه وقوته
اليومي.
إن
مشروعَ خلاص الأمة لا تصنعه
الشعارات البراقة، ولا
الادعاءات المزخرفة، ولا الخطب
الرنانة، ولا البيانات
الثائرة؛ إنما يصنعُ مشروعَ
الخلاص أبناءُ الأمة الأبرار
الأحرار الأوفياء.. و هؤلاء هم
الذين تطحنهم اليوم رحى
الاستبداد على أرض الشام الحرّ
الابيّ، لتفرّغَه - ضمن مخطط
إقليم ودوليّ - من القاعدة
الصلبة القادرة على تحمّل عبء
مشروع التحرّر والنهوض. هذه
الحقيقة مما لا يجوز أن يغيبَ أو
يُغَيّبَ عن أبصاركم في غمار
زَبَدٍ لا نفعَ فيه..
السيد
عمرو موسى الأمين العام للجامعة
العربية..
السيد
محمد جاسم الصقر رئيس البرلمان
العربي الانتقالي..
السادة
أعضاء البرلمان العربي
الانتقالي..
عندما
تنزلون دمشق، ستنزلون أهلاً،
وتلتقون في موئل، ويضمكم إليه
صدر.. وعندما ستطأ أقدامكم أرضَ
دمشق الحبيبة تذكّروا مقولة أبي
العلاء (خفّف الوطأ..) لأنكم
تدوسون على جماجم الأحرار ومهج
الشهداء.. حاذروا أن تغيّبَ
جعجعةُ من لا طحنَ عنده عن
أسماعكم أنّات المعذّبين
ودعوات الثكالى والمظلومين.
في
ملفّ الحقيقة الإنسانية
السورية اللبنانية الفلسطينية،
بين أيديكم مئات الألوف من
الضحايا والمعذبين؛ شهداء
ومفقودين ومعتقلين ومشرّدين..
مئات الألوف وراءهم الملايين
ينتظرون منكم أن تقولوا كلمة أو
تخطّوا سطراً في صنع فجرهم
القريب. تذكروا و أنتم تنزلون
فنادق دمشق الفخمة عشرات الألوف
من الأدباء والأطباء
والمهندسين والطلاب والعمال
والفلاحين.. نزلاء المقابر
الجماعية، وعشرات الآلاف من
المعتقلين والمشردين، تذكروا
الملايين من المقموعين ينتظرون
أن تعينوهم بموقفٍ أو كلمة..
السيد
عمرو موسى الامين العام للجامعة
العربية ..
قلتَ
يومَ فُتِحَتْ صناديقُ المقابر
الجماعية في العراق (إنكم ما
علمتم أن مثل هذا يكون!!) فكان
عذرك العذر الذي تضرب العرب به
الأمثال. أنت الآن في دمشق، وعلى
مقربة منك في صحراء تدمر رحى
طحنت - وما تزال تطحن - جماجم
الرجال!! جماجم الأوفياء البررة
الأحرار، فماذا عساك تقول.؟!
السيد
الرئيس ..السادة الأعضاء
إذا
نزلتم أرض الخير والبركة
والنماء، إذا نزلتم الشام، فمن
حق الشعب الكريم المعطاء عليكم
أن تسألوا: لماذا يجوّع أو يجوع
هذا الانسان؟!
عليكم
أن تبحثوا عن سرّ أن يكون ثلث
أبناء الشام تحت خط الفقر؟! و عن
معنى أن تحوم النسبة الكبرى من
أبناء المجتمع حوله!! نظنكم لن
تعجزوا أن تدركوا السرّ،
وتعرفوا سبب الموت البطيء الذي
يُضرَبُ في أرض الخير والبركة
على الناس!!
السيد
الرئيس ..السادة الأعضاء
إذا
نزلتم الشام ..فألموا بالمسجد
المحزون، وتفقّدوا منبر (بني
مروان) وعوّجوا على قبر كاتب
الوحي معاوية بن أبي سفيان..
تتبعوا - وهذا من واجبكم -
الأقدامَ الغجرية، ومخططَ
التفتيت الذي تقوده ثلةٌ لا
خلاق لها لتلحق سورية بالعراق،
ولتسلخها عن هويتها وعن
انتمائها وعن عروبتها أيضاً، في
هجمة ماكرة لا تخفى على من هو في
مقامكم. مخططٌ رهيبٌ يسعى به
دعاةٌ للتعصب، يساندهم سدنة
الاستبداد، لإحداث تغيير سكاني
(ديموغرافي) يتعانق فيه المريب
الإقليمي بالعدو الدولي، كما
على أرض العراق. وقد أسفر الصبح
لذي عينين..
عندما
تنزلون الشام، فلا أقل أن
تسألوا عن الوحدة الوطنية، عن
الحق وعن العدل وعن الحرية وعن
حقوق الإنسان، عن المشاركة في
السهم الوطني، وعن قانون
الانتخاب الذي يتم على أساسه
اختيار مجلس الشعب الذي على
مقاعده تجلسون.. لا بدّ أن
تسألوا عن الدستور السوري وكيف
تم تعديله؟! وعن المادة الثامنة
فيه وما تعنيه؟! لابدّ أن
تتوقفوا عند القانون رقم 49/1980
الذي يحكم بالإعدام على أبناء
جماعة الإخوان المسلمين، والذي
ما يزال ساري المفعول، ولا يزال
يمتد أثره ليشمل كل من وافقهم
بكلمة أو قدّم لضحاياهم يد
إحسان..
ربما
ستقولون، أو سيقال لكم: إن سورية
اليوم تتعرض لهجمة خارجية شرسة
تتطلب وحدة صف، واجتماع الكلمة،
وخروجاً من الخلاف، ورتقاً
للجراح، وتجاوزاً للماضي،
واستعداداً للمستقبل.. وبقولكم
نقول، وسيكون إذاً من واجبكم أن
تعرفوا من يرفض هذا الذي
تقولون، ويتمسك بذات فاسدة
مفسدة مستبدة لا تبالي أن تحرق
الوطن كل الوطن في أتون الشهوات
والرغبات.!!
السيد
عمرو موسى الأمين العام للجامعة
العربية..
السيد
محمد جاسم الصقر رئيس البرلمان
العربي الانتقالي..
السادة
أعضاء البرلمان العربي
الانتقالي..
أنتم
اليوم على أرض الشام المبارك،
والشام اليوم يفتل لها بالذروة
والغارب مشروعان خبيثان مشروع
الصفقة الصهيوني.. ومشروع
التفتيت الإقليمي فعن هذا أو
ذاك لا يختلكم معسول الكلام..
الأمر بين أيديكم، (وعلى الله
قصد السبيل..)
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
04/11/2006
|