الشعار
الأمريكي الجديد
اذبح
ثم اذبح ثم اذبح
يتفهمك
ثم يحببك الناس
زهير
سالم*
اذبح ثم اذبح ثم اذبح..
الشعار الأمريكي الجديد لكسب
الحملة من أجل العقول والقلوب.
وخلافاً لجميع الشعارات
الأمريكية المحكية من أحاديث
الخرافة: عن الحرية
والديموقراطية وحقوق الإنسان،
فإن شعار (اذبح) هو شعار عملي
برسم التنفيذ وليس برسم الإعلان.
هو تعاليم اختلط فيها التوراتي
القديم بالأمريكي الحديث حيث
أصبح الدم (خط الأثر) الذي يدلك
على الأمريكي حيثما حل وارتحل.
كنا قديماً في الخمسينات أو
الستينات، نلقي تحية الصباح على
العلم الأمريكي إذا دخلنا
مخبزاً لنحصل على خبزنا اليومي.
كانت أكياس الدقيق التي يرتسم
عليها العلم الأمريكي تستلقي
وادعة في مخابزنا. كان ذلك بعض
الطعم لكي لا تنحاز الحكومات
والشعوب إلى العدو الأحمر الذي
كان يومها يستعصي على الذبح
بالسكين.
صورة الأمريكي، اليوم، وصورة
علمه غدت مضمخة بالدم القاني لا
نرى العلم الأمريكي إلا مرفوعاً
بيد (ذابح) أو على دبابته أو
محروقاً تحت أقدام مذبوح.
الذبح الأمريكي أصبح المنتج
الأول من الصناعة الأمريكية
الذي يمتد على خارطتنا من
أفغانستان إلى باكستان ومن
العراق إلى فلسطين، وتُعطي دول
وحكومات وجيوش وطوائف حقوق
الامتياز!!
اذبح ثم اذبح ثم اذبح..
والعقيدة العسكرية الأمريكية (الاستباقية)
فاقت ما جاء به فرعون. فرعون قرر
أن يقتل رجال بني إسرائيل وأن
يستحيي نساءهم!! السياسة
الأمريكية الجديدة تقدمت عليه
بلا شك. فرعون لم يفكر بالحرب
الاستباقية التي تقتل المرأة
لكي لا تكون أماً فتلد طفلاً،
فيكون مقاوماً لطغيانه. ما جرى
ويجري في فلسطين وفي باكستان
يوضح أن فرعون كان أكثر تحضراً،
وأكثر إنسانية رغم أنه يحمل
رمزية الطغيان الديني والمدني
لليهود والمسيحيين والمسلمين!!
كل سكان عالمنا ـ الإسلامي
والعربي حسب العقيدة الأمريكية
الجديدة ـ مؤهلون للذبح سقط عنا
جميعاً وصف (مدني)، كما سقط وصف (أسير)
عن معتقلي غوانتانامو.
المقاتلون الأعداء وصف. والشعوب
الأعداء وصف آخر؛ يطال منا
الرجال والنساء والشيوخ
والأطفال، بل يطال الأجنة التي
لم تخلق، والنطف التي لم تلقح..
سياسيون هؤلاء أم مجرمون؟ قادة
دول أو زعماء عصابات؟! من الذي
يدفع العلاقات الإنسانية بهذه
الطريقة إلى حافة الهاوية، بل
إلى الهاوية نفسها. أهو العجز أم
اليأس أم الحقد؟!
أي تفكير سادي مريض جعل الذبح
أُلهيته وجعل القاني لون الدم
أحمر للشفاه؟! ماذا ينتظر
الأمريكيون أن تكون حصيلة دراما
الذبح اليومي الذي يباشر أمام
أعين الملايين.
هل ينتظرون أن يثمر الذبح تفهما
أو حواراً أو إعجاباً أو صداقة
أو حباً؟! هل ينتظرون أن يثمر
اذعاناً وخنوعاً واستسلاماً؟
أين مستشاروهم من علماء (الانثربولوجيا)
و(السوسيولوجيا)؟!
كيف فهم الأمريكيون أن
بإمكانهم أن يحصدوا من هذا
الشوك غير المزيد من الكراهية
والبغضاء والمزيد من العنف
والمزيد من الإصرار على
الانتقام؟!
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
05/11/2006
|