ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 15/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


السياسة الأمريكية في العراق

بين المخرج والمهرب

زهير سالم*

المتتبع للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية عامة وفي العراق خاصة يدرك حجم التخبط الذي تعانيه هذه السياسة. وحجم الدمار الذي يمكن أن تجره على المنطقة.

أول مقائل هذه السياسة هو رفضها الاعتراف بواقع المنطقة، ورفضها التعامل معه. والإصرار على التعامل مع عالم افتراضي متخيل أو متوهم تقوم بالبناء عليه. تحاول الإدارة الأمريكية استنبات بشر وقوى وزعماء حسب شروطها وعلى مقاساتها. وتغفل أنه حتى لو نجحت عملية الاستنبات هذه فسيكون نتاجها مرفوضا. وهي كثيرا ما تخلط بين الطارئ والأصيل، والزمني العابر والمطلق المتمكن، والاستقرار القائم على إرادة الشعوب والاستمرار القائم على أدواتها من أنظمة قتل واستبداد..

كانت العراق ساحة امتحان مكشوفة لهذه السياسة، كما كانت درسا قاسيا للذين اقتحموا عالمه بكثير من الرغبات وقليل من المعلومات. ولقد نمّت الخطوات التي تبعت عملية الاقتحام على تخبط أكبر قادت إليه تقارير (العملاء)  التي اعتبرت حقائق!! أو حسبان ( الورم شحما) في الكثير من المعادلات.

أخطأت السياسة الأمريكية في اقتحام العراق، أخطأت في الحسابات، وأخطأت في السياسات، وأخطأت في المتابعات. ومن أعماق المستنقع العراقي ترفع الإدارة الأمريكية يديها تبحث عن مخرج.

الخطأ لأكثر مأساوية الذي يمكن أن ترتكبه هذه الإدارة، أن تخرج من العراق بنفس روح الاستهتار واللامبالاة التي دخلت بها. إن التعلق بالمخرج الأسهل تهربا من تحمل المسؤولية للوصول إلى المخرج الأسلم سيكون من أول معانيه الهروب الكبير ليس على الصعيد الميداني فقط وإنما على كل صعيد. وليس من العراق وحده بل من المنطقة بأسرها، بل من المكانة العالمية التي تزعمها الإدارة الأمريكية لنفسها. كما سيعني أن تخلف هذه الإدارة وحلفاؤها تداعيات للدمار ستتجاوز العراق إلى دول الإقليم بدون شك.

الانزلاقات التي تتجه إليها السياسات الأوروبية متقدمة السياسة الأمريكية لتكريس حالة الخلل التي أنشأها (الاحتلال) الأمريكي للعراق على الصعيدين السكاني والإقليمي ستثير في  المنطقة بلا شك (تسونامي) عنيف لا يبقى ولا يذر.

الانسحاب الأمريكي من العراق ومن المنطقة مطلوب عاجل ولكن عبر المخرج الأسلم بما يقتضيه من تحمل للمعاناة وللمسؤولية وليس عبر المخرج الأسهل الذي سيرادف بلا شك الهروب الكبير.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

15/11/2006

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ