يستطيع
بشار الأسد أن يفرض شروطه
على
بوش وبلير
ولكن
ليس علينا
زهير
سالم*
الدوامة
التي تتخبط بها السياسات الأورو-أمريكية
في المنطقة تؤكد أن هذه
السياسات لم تفقد مصداقيتها،
التي لم تمتلكها قط بنظر الكثير
من أبناء المنطقة، وإنما فقدت
أيضا البوصلة التي تحدد
اتجاهاتها أو تضبط مصالحها. قبل
احتلال العراق وبعده ظلت هذه
السياسات تمارس دورا ضالا أو
مضللا قاد المنطقة أجمع إلى هذا
الانهيار والاحتقان.
واليوم
وبعد مستجدات الواقع الإقليمي
التي أثمرتها تلك السياسات.
يحاول الساسة الأوروبيون أن
يعودوا بالمنطقة إلى نقطة
البداية. ليساوموا
من جديد على إرادة الشعوب
وحريتها وشروط نهضتها وتقدمها..
ومن
جديد تبدأ الأنظمة المستبدة
المتعفنة باستثمار نضالات
الشعوب وحركات التحرر لتفرض
شروطها (كأداة قمع) وقارب
عبور لتنفيذ مشروعات الآخرين
وسياساتهم.
روائح
الصفقة التي بدأت تفوح على حساب
شعبنا في سورية ولبنان وفلسطين
والعراق، ودماء رجالاتها
وأبنائها وحرياتها، والتي يقدم
بشار الأسد نفسه (ضابطا أو قامعا)
لها بحيث تسمح له أن يفرض شروطه
من جديد كما فعل أبوه من قبل،
وأول هذه الشروط أن تطلق يده في
دماء أبناء سورية ولبنان
وفلسطين ليمارس الدور الذي
يرتجيه منه كل من بوش وبلير
وشركائهما..
قلنا
مرارا من قبل وسنظل نقول: إن
مشروعنا الوطني، لتحرير
الإنسان والإرادة، ولبناء
أوطاننا على قاعدة من المساواة
و العدل وسيادة القانون واحترام
حقوق لإنسان، كان قبل بوش وبلير
وسيبقى بعد بوش وبلير..
عمر مشروعنا الوطني هذا
أكثر من نصف قرن وسيبقى ماضيا في
سبيله حتى تتحقق أهداف شعبنا في
دولة حديثة مستقلة. لبشار
الأسد أن يفرض شروطه على بوش
وبلير ولكن ليس علينا.
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
16/11/2006
|