ماذا
يريدون من لبنان؟!
زهير
سالم*
إذا كان الحليفان ميشيل عون
وحسن نصرالله يريدان إبلاغ
المجتمع الدولي، والمجتمع
العربي والمجتمع اللبناني أنهم
يمتلكون قوة شعبية تأتمر
بأمرهما، وتضع نفسها رهن
إشارتهما فهذه الرسالة مقروءة
قبل أن تكتب. بل نحن أكيدون من أن
السيد (حسن نصرالله) يمتلك من
الأتباع من لو أمره أن يجأ نفسه
بخنجر مسموم لفعل كما كان يفعل
أتباع الحسن الصباح في قلعة (الموت)
من قبل.
ولكن العقل والحكمة يتطلبان
التفكير في المآل. ويفرضان
سؤلاً لا بد منه: وماذا بعد؟!
ماذا لو فكر الآخرون باللجوء
إلى الشارع، فاحتك الحجر الصلد
بمثله فتولد من الاحتكاك شيء من
مستصغر الشرر؟! ثم ماذا لو
استقالت الحكومة فعلاً، وجلس
الآخرون في بيوتهم يرفضون
الانصياع لأوامر الفقيه صاحب
الولاية الناطق في (قم) أو
القائم في (دمشق)!!
هدمت لبنان، وقتل الكثير، وشرد
الكثير ثم قلنا: إننا لم نكن
نتصور أن خطوة، غير محسوبة،
ستقود إلى ما قادت إليه!!
لتتبعها مباشرة خطوة أخرى قد لا
تكون أقل (تلقائية) أو (انفعالية)
أو بعداً عن الحساب منها. فهل
هناك من يسأل إلى أي يمكن لهذه
الخطوة أن تقود.
بالطبع يعجبك ويعجبني السيد
حسن نصرالله وهو يوصي أتباعه
بأدب الإسلام: لا للشتائم. ثم لا
يلبث أن يلتفت بكل هيبته ووقاره
ومكانته ليخاطب بعض بني وطنه:
أيها القتلة!! ففي أي فصيلة من
الخطاب تقع هذه الشتيمة. ولمن
يمكن أن يوجه هذا الخطاب!! ألغير
الذين قتلوا: كمال جنبلاط وسليم
اللوزي وحسن خالد وصبحي الصالح
ورفيق الحريري وفليحان وسمير
قصير والحاوي وجبران تويني و(مي
شدياق)؟! ألغير هؤلاء يوجه هذا
الوصف؟! وهؤلاء هم الذين يحاول
البعض في لبنان أن يتستر عليهم
وأن يحميهم من المحكمة الدولية
التي قد تسألهم عن بعض ما جنت
أيديهم.
نحن نؤمن أن لبنان يعني الحوار،
ويعني القبول للآخر، ولبنان لا
يقبل نفي بعض بنيه على حساب بعض.
وبعض الذين يوقدون الحريق في
لبنان، أو الذين يحرقون لبنان،
كما فعلوا من قبل منهم من يريد
أن يدّفأ على ناره، ومنهم من
يريد أن يستضيء بلهيبه، بينما
ينغمس فريق ثالث في هياجه
تهرباً من اسحقاق يعلمه.
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
12/12/2006
|