ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


كلب مسعور.. واثنان وخمسون رجلاً!!

عجز وخوف

زهير سالم*

أن ينطلق كلب مسعور من غوطة دمشق، ويقتحم أحياءها، وأن (يُعلّم) على اثنين وخمسين مواطناً عضاً وخمشاً وخدشاً في (السوق والأعناق) ليست قضية سياسية، ولا تتحمل مسؤوليتها المباشرة لا الامبريالية، ولا الحزب القائد، ولا حتى الأجهزة الأمنية التي اشتقت ظلاً لكل مواطن من نفسه لتتابعه، دون أن يخطر ببالها أن تتابع أيضاً ما يمكن أن ينفلت من سباع البر وهوامه!!

ولكن يبقي للحدث دلالاته السيسيولوجية والانثربولوجية. يحكي أبو الطيب المتنبي في ديوانه قصة ذات دلالة مقابلة، قصة الأمير بدر بن عمار الذي خرج عليه وهو مع حاشيته أسد حقيقي، وليس أسداً وهمياً، أو كلباً عقوراً، أسد قال فيه المتنبي يومها قصيدته المحفوظة:

ورد إذا ورد البحيرة شاربـاً    ورد الفرات زئيـره والنيـلا

متخضب بدم الفوارس لا بس    في غيلـه مـن لبدتيه غيـلا

مـا قوبلت عيناه إلا ظنـتا      تحت الدجى نار الفريق حلولا

يطأ الثرى مترفقاً من تيهـه     فكـأنـه آس يجـس عليـلا

حين يفجأ هذا الليث الهصور الأمير بدر بن عمار، وتنفض عنه حاشيته هرباً، يتلقاه الأمير بسوطه، فيضرب الأسد على جبهته ضربة تنفلق لها جبهته، يكمل المتنبي قصيدته مخاطباً بدر بن عمار:

أمعفر الليث الهزبر بسوطه    لمن ادخرت الصـارم المسلولا؟!

قصة لها سوابق ولواحق في تاريخنا الأدبي الاجتماعي السياسي منها ما سبق أو كان من ثالث خلفاء بني العباس الخليفة الهادي في واقعة مشابهة.

بالعودة إلى قضية الكلب الذي عقر اثنين وخمسين مواطناً سورياً!! دون أن يجد امرءاً واحداً، وبالطبع ولا امرأة، يتصدى له؛ نشعر أننا أمام حالة من الوهن والسلبية اللذين يفرغان المجتمع من إنسان يتصدى لكلب!! سيقال ربما: هذه مسؤولية الدولة أو قوى الأمن أو وزارة الصحة؛ ولكن هذا المنطق سيظل غريباً عن عرفنا الحضاري الأصيل وعن تراثنا، وعن رؤيتنا للمسؤولية في إطار الواجب الكفائي الذي يناط بالفرد أو الجماعة أو أهل المحلة. فكل هؤلاء مخولون أو مفروض عليهم أن يقوموا مقام الدولة أو رجل الأمن أو الوزارة حيث غابت أو قصرت أو عجزت.

في قراءتنا للحدث نستشعر أن حالة الوهن والسلبية هي ناتج واقعي من نواتج السياسات التربوية والإعلامية والأمنية، (يصطفلو) سياسة أحكمت الخناق على عنق أبناء شعبنا، فغدا الفرد عاجزاً عن التصدي لكلب مسعور، أو خائفاً من التصدي له!! يخترق الكلب القرى والمزارع والأحياء، وينال من الناس يميناً وشمالاً دون أن يجد عبر هذه المسافات الطويلة من يتصدى له، ولو بعصا مثل عصا بدر بن عمار!! العجز أو الخوف، ولا ندري أيهما أولى بالإدانة العجز أو الخوف؟! فالعاجز مواطن لا يريد أن يتصدى، لأنه يدرك أن الأمر لا يهمه، وأن المسؤولية ليست مسؤوليته. والخائف مواطن يخاف (الكلب)، أو يخاف مما يمكن أن يجره عليه التصدي (لكلب) من مسؤوليات.

ستكون قراءتنا للحدث أكثر بؤساً حين نضع قضية التصدي (لكلب) في إطار مشروع حضاري أو وطني عام للتصدي لكل المخططات المريبة، القاصدة وليست المنفلتة، القاصدة من يمين وشمال، أو العابرة للقارات والمحيطات.

يروون في التاريخ أن جندي التتار، يوم احتل التتار العراق والشام، كان يصف الأربعين أو الخمسين رجلاً في صف واحد، ثم يقول لهم انتظروني حتى أحضر السيف، فيغيب ساعة ثم يعود فيجدهم في أمكنتهم فيذبحهم واحداً واحداً!!

كلب عقور اليوم يحل محل جندي التتار، ويفعل فعله، نريد أن ندرس القضية سوسيولوجياً أو انثربولوجياً..

من أوصلنا إلى هذا؟!

وهل إلى خروج من سبيل؟!

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

23/12/2006

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ