في
ذكرى الميلاد المجيد
زهير
سالم*
في ذكرى الميلاد
المجيد يطيب السلام على روح
الله وكلمته كما سلم على نفسه.
فالسلام على عيسى بن مريم يوم
ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً،
السلام عليك سيدي رسول الله
وعلى الذين اتبعوك وأحبوك بصدق
إلى يوم الدين.
في ذكرى الميلاد،
لا يغيب عن أفق رؤيتك الوجه
البريء الوضاء للعذراء الطاهرة
البتول وهي تتلقى أولاً
البشارة، ثم وهي تضع وليدها
الصغير بعد أن يُجيئها المخاض
إلى جذع النخلة، ثم وهي تتقدم به
إلى قومها تحمله (.. واذكر في
الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها
مكاناً شرقياً. فاتخذت من دونهم
حجاباً فأرسلنا إليها روحنا
فتمثل لها بشراً سويا.
قالت: إني أعوذ
بالرحمن منك إن كنت تقياً.
قال: إنما أنا
رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً.
قالت: أنى يكون لي
غلام ولم يمسسني بشر ولم أك
بغياً.
قال: كذلك قال ربك
هو عليّ هين ولنجعله آية للناس
ورحمة مناّ وكان أمراً مقضياً.
فحملته فانتبذت
به مكاناً قصياً. فأجاءها
المخاض إلى جذع النخلة
قالت: يا ليتني مت
قبل هذا وكنت نسياً منسياً.
فناداها من تحتها
ألا تحزني قد جعل ربك تحت سريا.
وهزي إليك بجذع النخلة تساقط
عليك رطباً جنيا. فكلي واشربي
وقري عينا فإما ترين من البشر
أحداً فقولي إني نذرت للرحمن
صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا.
فأتت به قومها
تحمله قالوا: يا مريم لقد جئت
شيئاًً فرياً. يا أخت هارون ما
كان أبوك امرء سوء وما كانت أمك
بغياً.
فأشارت إليه.
قالوا: كيف نكلم
من كان في المهد صبياً.
قال: إني عبد الله
آتاني الكتاب وجعلني نبياً.
وجعلني مباركاً أينما كنت
وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت
حياً. وبراً بوالدتي ولم يجعلني
جباراً شقياً. والسلام علي يوم
ولدت يوم أموت ويوم أبعث حيا.
ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي
فيه يمترون. ما كان لله أن يتخذ
من ولد سبحانه إذا قضى أمراً
فإنما يقول له كن فيكون..)
نعم سيدي رسول
الله لقد كان يوم ميلادك يوماً
صالحاً في تاريخ البشرية حمل
إلى الإنسانية الحب والسلام
والنور ووضع عنها الكثير من
الإصر والأغلال التي حمّلها
إياها تعنت المتعنتين وغلو
الغالين. جئت مصدقاً ومبشراً
وكنت بين التصديق والبشارة
الجسر الذي عبرت عليه البشرية
إلى يفاع الرحمة والحمد والأمن
والسلام.
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
25/12/2006
|