ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 30/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عيد الفداء العظيم

زهير سالم*

يعلمنا الإسلام قدسية الحياة، وحرمة النفس الإنسانية ومكانتها. ويوازن حياة الفرد بحياة النوع بأسره. (فالحياة) في التصور الإسلامي قيمة مقدسة  مطلقة لا يحتويها (كم)، ولا يرمز لها برقم. (.. أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).

وتتصدر حماية (حق الحياة) قائمة مقاصد الشريعة العامة، وحرصاً على حماية هذا الحق أو هذه الحقيقة تتضاءل سلاسل المحظورات. لأن الحفاظ على السر الرباني في الإنسان (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) له الأولوية المطلقة. أولوية تتمتع بها كل (نفس) بغض النظر عن توابع الأوصاف.

ويعلمنا الإسلام في إطار منظومته التشريعية الربانية، أن حمى هذه الحقيقة الربانية لا يقارب في فروعها إلا لحماية أصولها. فالنفس تقتل بالنفس، وتقتل لدرء الفساد في الأرض، كما تقتل الخلية الطفيلية التي تشذ عن بناء الجسم الحيوي العام.

يعلمنا الإسلام أن هذا السر الأقدس الذي أحاطته الشريعة بتلك الهالة  الرفيعة من الصيانة والحماية، يمكن أن يبذل (فداء) إبرازاً لمعنى من معاني الامتثال، أو حماية لحقيقة أقرتها الشريعة في منظومتها.

إن رمزية الذبيح التي جسدها أبو الأنبياء وأبو المسلمين الأول في تجليات الإسلام عبر التاريخ، هي أن هذه الحياة المقدسة بكل ألقها وحصانتها ومكانتها يمكن أن تبذل رخيصة امتثالاً لإرادة الله، ودفاعاً عن القيم العليا التي أقرها في حياة عباده، وانتصاراً من ظلم فرضه على إنسان ظالم غشوم.

في عيد الفداء العظيم قد يفظعنا القتل، وقد تهولنا أنهار الدماء تجري ثجاجة على أرض فلسطين وأرض العراق وأرض أفغانستان وأرض الصومال. وفي ظل الفهم الحقيقي لهذه الذكرى ينبغي أن ننظر إلى ما يجري على أنه مبشرات بربيع قادم ومستقبل نضر. ينبغي أن يكون فهمنا لما جرى ويجري في غزة أو في جنين أو في قانا مختلفاً عما جرى في دير ياسين وقبية، وإن كان مشهد القتل واحداً، ولون الدم واحداً، ويد القاتل واحدة. ينبغي أن نميز فيما يجري على أرض العراق بين ما جرى في حلبجة أو الدجيل وبين ما جرى في الفلوجة..

هذا الدم الذي يسفك هنا وهناك ليس رخيصاً على أهله، وليس هيناً على (عاقلته)، ولكنه بعض الثمن الذي تفرضه علينا إرادة الحياة إن أردناها. إنه الاستجابة المباشرة لتحدي تضحية الجندي الأمريكي أو الجندي البريطاني أو الجندي الأوربي أو الجندي الصهيوني وهو يضع دمه على كفه ليظلمنا وليسلبنا حقوقنا أو ليستبد بأمرنا.

قد لا ينقطع عجبك من أناس يزينون لأمتنا الخنوع تحت عنوان السلامة أو السلام، ويسوغون لهذا الذي قطع القارات والمحيطات ليموت على أرضنا من أجل برميل نفط أو من أجل مصادرة إرادتنا، ليقعد من شعوبنا المستضعفة مقعد الآمر الناهي.

في يوم الفداء العظيم كل آباء وأمهات وزوجات وأبناء وبنات الشهداء، الشهداء الحقيقيين الذين قدموا حياتهم درء للفساد أو دفاعاً عن الإرادة.. نقول تذكروا موقف أبيكم إبراهيم عليه السلام، وقول الذبيح اسماعيل عليه السلام (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين). وكل عام وأمة الفداء بخير مضرج بلون الإباء.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

30/12/2006

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ