رؤوس
الشياطين
زهير
سالم*
مضى أكثر من قرن
وهم يحاولون بعيداً عن الإسلام،
ويجهدون لإبعاده عن الحياة، فلا
نجحوا في هذا ولا أفلحوا في ذاك.
وخرج الإسلام من بين براثنهم
المحلية والمستوردة أمضى وأقوى.
حين يفذلكون
مواقفهم يتحدثون ببلاهة تفضح
النفاق الذي أشربته قلوبهم
حقداً على الإسلام وبغضاً لأهله.
لا نستغرب أن يعادي الإسلام (بعيد)
خيل إليه منذ نعومة أظفاره أن
الإسلام دين الشر وأن المسلمين
هم بعض الوثنيين الجفاة. الذي
يثير الاستغراب ما يصدر عن
أقوام من بني جلدتنا ويتكلمون
بلغتنا ويتسمون بأسمائنا. هذا
الضخ النتن المعادي للإسلام
الذي يتراءى لأعيننا في طلع
كطلع شجرة الزقوم.
مقتلهم الأول في
تصورهم أن الإسلام ثوب خارجي
يمكن أن يلبس في المسجد وأن يطرح
حيث يقتضي المقام. وولههم
المسعور بتجارب ناقصة لبعض
الناس في بلاد الله، الذين لم
يتقدموا إلا بعد أن خلعوا
أسمالهم الدينية وخلفوها
وراءهم ظهرياً.
ولقد خيب الإسلام
سعي هؤلاء المتخلفين حين أثبت،
ومايزال يثبت، أنه نبت جواني في
قلوب أهله تماماً كما في النفاق
في قلوبهم.
ضخ متواصل خلال
قرن معزز ومؤزز في حرب الإسلام
وإقصاء المسلمين الذين لا
يملكون من وسائل البلاغ إلا
قليلاً. فطالما استخدم أبناء
الإسلام وأموال الإسلام في حرب
الإسلام.
يأتيك
صوت عن شمالك يناقش فكرة الحزب
الإسلامي فيقول أحد عتاة
المتحذلقين مجترئاً على دين
الله وعلى كتابه الذي سمى (حزب
الله) و(حزب الشيطان) بأن
الإسلام أكبر وأكثر سماحة من أن
يكون له حزب!!
وينطلق صوت ثان من
تحت رجليك يتساءل: (هل
الديموقراطية حق للإسلاميين
أيضاً؟) (..إن منحهم الحكم ليس
الإشكال، بل إخراجهم منه
ديموقراطياً سيكون المستحيل..)
وكأنه وعصابته من (الديموقراطيين
جداً!!) قد قبلوا ولو لحظة أن
يتنازلوا عن الحكم، وأن يردوا
على الناس أمرهم خلال قرن ركبوا
فيه رقاب الناس واستعبدوهم وقد
ولدتهم أمهاتهم أحراراً.
ثم إذا التفت خلفك
قرأت لألمعي ثالث مقالاً يتحدث
فيه عن أخطار توظيف الدين في
معركة التغيير..
هذا جهد ثقافي
عربي مقتطف من صحف يوم واحد تنضح
في كل يوم نفاقاً أسود بهذا
اللون الكريه.
في بعض هؤلاء نزل
قوله تعالى (إن الذين كفروا
ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل
الله فسينفقونها ثم تكون عليهم
حسرة ثم يغلبون والذين كفروا
إلى جهنم يحشرون ليميز الله
الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث
بعضه على بعض فيركمه جميعاً
فيجعله في جهنم أولئك هم
الخاسرون).
يخافون من
الإسلام لأنه حامل مشروع
الإصلاح وهم المفسدون وها هنا
يكمن السر..
*مدير
مركز الشرق العربي
23/06/2005
|