ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 11/01/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ملالي طهران

بين تصدير الثورة وتصدير المذهب

زهير سالم*

منذ الأيام الأولى لنجاح ثورة الخميني في إيران شغلت الثورة نفسها بشأن التمكين لقادتها، وبلورة توجهاتها وتحديد سياساتها. ثم كانت الحرب (الإيرانية ـ العراقية) ففرضت على ثورة الخميني المزيد من الانشغال بالذات، والانكفاء على الداخل، دون أن يعني ذلك التوقف عن مد العين تارة، واليد أخرى في هذه الاتجاه أو ذاك، لتدعيم نفوذ، أو انتزاع مسحة لوجود.

قدمت ثورة الخميني نفسها على أنها ثورة المستضعفين ضد الاستكبار العالمي، والاستبداد الإقليمي بطرائقه وأوجهه، ضد (السافاك) وأصوله ومشتقاته، ثم لم يلبث قادة الثورة أن استشعروا أنهم قادة نظام سياسي تحكمهم مواضعات السياسة، وتحالفاتها ومعادلاتها، فوجدوا أنفسهم يسكتون عن مستبد، ويتحالفون مع آخر هناك، وكانوا قد اقتنعوا حينئذ أن قليلاً أو كثيراً من الاستبداد ينفع في الحفاظ على الوجود، أو التمكين للسياسات، فمارسوا داخل إيران قدراً لا يستهان به من الاستبداد ضد الأقليات القومية الكرد والتركمان والأقليات المذهبية ولا سيما أهل السنة والجماعة الذين لا يقلون 30% من تعداد السكان العام. لم يكن استبداد ملالي طهران سياسياً فقط، بل كان سياسياً ودينياً ومذهبياً وقومياً وثقافياً واجتماعياً أيضاً مما ألحق الكثير من الأذى بصورة المشروع الإسلامي الناهض في العصر الحديث.

تعلم ملالي طهران فيما تعلموه من تجربة الحكم المتطاولة أن شعار (تصدير الثورة) يجلب المتاعب، ويحمل المسؤوليات، ويثير الفزع، ويستثير ردود الفعل، ويشغل شأن العديد من الشعارات عن الأداء المنتج الفعال، فكفكفوا غرب هذا الشعار، وزملوه في عباءات الملالي، أو تحت آباطهم، أنكروه ظاهراً وجملوه بصمت مَرَد على التقية ونما بمائها.

كانت (غيبة الإمام) في الفكر السياسي الشيعي نقطة ضعف قاتلة في تاريخ التشيع جسدت عجز الملالي عن استقطاب ولاء الجماهير، وتجنيد الأتباع في خدمة المشروع المذهبي بأبعاده الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية فكان اختراع ولاية الفقيه، والتأصيل له مدخلاً للسيطرة والاستتباع.

وبإمكانات دولة نفطية مثل إيران، ومن عائدات الخمس الذي كثيراً ما يجمع من عرق المستضعفين، وأنصاف الفقراء استعاد ملالي طهران وقادتها السياسيون الحكم الامبراطوري الذي مثله مقام (الشاهنشاه) ولقب (كسرى أنوشروان) وتغلغل الحلم بالنفوذ في مفاصل المذهب الذي تسلل إلى رقعة شطرنجية مرسومة مدروسة مربعاتها بعناية عبر شعار عاطفي (حب آل البيت)، ومفاتح اقتصادية بإعذاق العطاء لأفراد يعيشون الفقر ذلة، أو مفاتح اجتماعية بإطلاق فتاوى فتاوى الإباحة ـ نكاح المتعة ـ في مجتمعات تقدس الطهر، ونيف سن الزواج فيها على الثلاثين. ومفاتح سياسية تتبنى ظاهراً ـ مرة أخرى ـ شعارات المقاومة، وطروحات تحرير القدس وفلسطين!!

ثورة المستضعفين لم تعد القطب الإقليمي الرافض للظلم والاستتباع والاستكبار، وإنما أصبحت حلماً امبراطورياً يقع من حلم بوش والمحافظين الجدد غير بعيد.

ملالي طهران قنعوا من تصدير الثورة بتصدير المذهب نفوذاً يلتحف عباءات الملالي يتجمل بحب آل بيت رسول الله، ويمتطي حقداً وكراهية في سياق نمسك عنه في هذا المقام.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

11/01/2007

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ