مفارقات
العلاقة
الأمريكية–الإسرائيلية؟!
زهير
سالم*
يضمر الحكام الإسرائيليون
المتعاقبون والملتصقون دائماً
بواشنطن في سرائها وضرائها في
كينونتهم الذاتية حجما من
المفارقات مع المشروع الأمريكي
غير قليل..
في أكثر من مناسبة رصدت
محاولات خروج أو تمرد على
السياسة الأمريكية من قبل
إسرائيليين. وعندما يغضب الساسة
الأمريكيون من التمرد
الإسرائيلي يظل لغضبهم سقف لا
يتجاوز أفق العتب أو التلميح به!
أما القادة الإسرائيليون
فإنهم عندما يغضبون، يتحدثون
بلسان من يقول: نحن لا نريد أن
نضع مصير دولة إسرائيل بيد قوة
خارجية مهما يكن شأن هذه القوة..
نفذ القادة الإسرائيليون أو
الموساد الإسرائيلي العديد من
عمليات التجسس على الولايات
المتحدة الأمريكية وفي مواقع
متعددة، الحديث هنا يتناول
عمليات التجسس بالمفهوم
العملي، وليس دور اللوبي
الإسرائيلي في الولايات
المتحدة.
وباعت الحكومات
الإسرائيلية في مرات عديدة
أسلحة أو أسراراً عسكرية
أمريكية خارج شروط العقد مع
الولايات المتحدة، لدول عديدة
منها الصين في أزمة لم تغسل
آثارها بعد..
ومع أن الولايات المتحدة
تفرض نفسها حليفا منحازا بشكل
مطلق إلى الجانب الإسرائيلي،
إلا أن الحكومات الإسرائيلية
حاولت في مرات عديدة أن تتمرد
على هذه الوصاية أو أن تتخفف من
تبعاتها وأن تباشر عمليات تواصل
مع الأطراف العربية بعيداً عن
الرقيب الأمريكي. ففي عام 1977 تم
الإعداد لزيارة السادات إلى
القدس في عهد مناحيم بيغن
بعيداً عن العين الأمريكية.
بالطريقة نفسها سارت محادثات
أوسلو بين الفلسطينين
والإسرائيليين، وكانت مفاجأة
ليس للرأي العام وحده وإنما
للإدارة الأمريكية أيضاً.
والآن وفي الوقت الذي تنصح
فيه الإدارة الأمريكية
الإسرائيليين برفض العروض
السورية لاستئناف المفاوضات،
وفي الوقت الذي تظهر فيه
الإدارة الأمريكية، بحاجة إلى
الإسرائيليين - في موقف معكوس-
لإحكام العزلة على سورية، لأنها
لا ترغب في إظهار بشار الأسد
كصانع للسلام، وكعامل استقرار
إيجابي في المنطقة.. في هذا
الوقت تتعالى أصوات داخل
إسرائيل، بتحدي الإدارة
الأمريكية، أو بتجاهل رغبتها،
وبالاستجابة للإلحاج السوري
لاستئناف عملية السلام..
ثم يبرز التمرد الإسرائيلي
بصورة أوضح حين تكتشف جريدة
إيديعوت أحرنوت عن وجود لقاءات
وتفاهمات (سورية- إسرائيلية)
سرية منذ سنتين. وعلى الرغم من
نفي الدولتين لهذه اللقاءات إلا
أن المعلومة تتعزز أكثر فأكثر
بملحقات تبعية غير قليلة.
لا شك أن الذين كشفوا
المعلومة في هذا التوقيت أرادوا
أن يمدوا لسانهم بعض الشيء
للإدارة الأمريكية، أو للفريق
الإسرائيلي المتمسك بالاستجابة
لإرادة الحليف الأول..
تجيب واشنطن على هذا بأن تضع
بين يدي الكونغرس ذي الأغلبية
الديمقراطية وثائق تشير إلى
احتمال أن تكون إسرائيل قد
استخدمت قنابل عنقودية محرمة
دولية في لبنان.. صراع له
خلفياته وسوابقه ولواحقه، ولكن
هل يمكن أن يبشربخير..
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
01/02/2007
|