ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
والمزيد
من الاعتدال سيدفعهم
إلى
المزيد من التطرف!! زهير
سالم* حين تسمع أحد
مهندسي (الانفتاح) البعثي،
يتحدث على الفضائيات، دون خجل،
أن القانون 49/1980، الذي يحكم
بالإعدام على جماعة الإخوان
المسلمين، لا يزال ساري
المفعول، وأن تطبيقات هذا
القانون تتسع لتشمل طيفاً
واسعاً ممن يقارب الإخوان
المسلمين، أو يتعاطى معهم، أو
يروج لأفكارهم، أو يقرأ أوراقهم..
إلى آخر المعلقة التي تفضل بها (المنفتح)
إياه؛ حين تسمع هذا تقول وبصدر
منشرح: سبحان
الذي سخر لنا هذا.. لأننا لم نكن، مهما
جهدنا، لنبلغ القدرة على إقناع
الناس، وكلمة الناس اليوم تشمل
عرباً وعجماً وأمماً وشعوباً
وحكومات، أقول لم نكن قادرين
بجهدنا الخاص على إقناع (العالمين)
بأن في سورية نظاماً يقنن (الذبح)
على الفكر والمعتقد، ولا يحاسب
المقارف فقط شأن محاكم التفتيش،
وإنما يحاسب كل من يجرأ على أن
يقرأ لهذا المقارف ورقة، كل ما
فيها يدعو إلى الخير والتعاون
والإصلاح والوحدة والحب، كتلك
التي قرأها علي العبدالله في
منتدى الأتاسي!! لم نعد نحتاج إلى
كبير جهد، ونحن نقول للمحاور
الحاضر أو الغائب، راجع ما صرح
به المتحدث باسم البعث الحاكم
على قناة الجزيرة مساء الجمعة
10/6/2005 في برنامج
أكثر من رأي. (... الحقيقة
هناك قانون مدني سُن في مجلس
الشعب السوري عام 1980 قانون رقم 49
يَحظر الانتماء ويحكم بالإعدام
على المنتسبين أو المتعاملين أو
مُروِّجي نشاطات أو الذين
ينشرون أفكار وبرامج ومنشورات
الإخوان المسلمين وهذه هي
المواد التي تم الاستناد عليها
في اعتقال الكاتب علي العبد لله
في منتدى الأتاسي.. ) هكذا وقف المتحدث
باسم النظام في الفضاء عارياً
يدافع عن القانون العار، قانون
ذبح الناس بسبب معتقداتهم
وأفكارهم ومواقفهم، يشرحه ويمد
ظله ويسوغه.. في وقت يثور فيه جدل
كبير في العالم المتحضر حول (عقوبة
الإعدام) بحق عتاة المجرمين،
وجدوى هذه العقوبة، إنسانيتها
وانعكاساتها، وتجهد منظمات
ودول إلى تجميد هذه العقوبة أو
إلغائها من قانون العقوبات
العالمي.. لا
بد أن واقعاً صعباً حشر النظام
في مربع البشاعة هذا، وهو واقع
يحتاج من قوى المعارضة أجمع
مزيداً من التأمل، لتدرك أن
المزيد من الاعتدال، والمزيد من
الانفتاح على الآخر الحضاري
والديني والمدني والسياسي،
ومزيداً من الانفتاح على الآخر
الوطني؛ سيزيد من عزل النظام
ومحاصرته وسيدفعه إلى المزيد من
سياسات التطرف الرعناء التي
ستكون فيها نهايته. وإذا كانت سياسات
القهر والكبت والحرمان والحشر
في الزوايا الضيقة قد أثمرت في
يوم من الأيام خطاباً انفعالياً
حاداً فيه من الألم أكثر.. فهل
نستطيع اليوم أن نتبادل
الأدوار، وأن نحشر النظام ـ
كمعارضة وطنية صادقة ومخلصة في
مربع تطرفه؟! هل نستطيع أن نحرك
أضلاع مربع اعتدالنا لتتسع
وتتسع فتشمل طيفاً أرحب، وتعزل
المستبد الأول في دائرة خصوصيته
الأضيق؟! الذين فجعتهم نتئاج
المؤتمر القطري، فلاموا
المعتدلين على
اعتدالهم، لم يقرؤوا الخارطة
جيداً، ولم يلمحوا الحشرجة في
أصوات دهاقنة الذبح وهم يدافعون
عن كراهيتهم، ولم يلحظوا أن
الاعتدال لا يعني الوهن ولا
يعني الضعف ولا يعني التواني.
وإنما يعني المزيد من العمل
الجاد الدؤوب المبصر، الذي يردم
الفجوات، ويمد الجسور، ويوثق
العرى ويؤكد على وطن حر موحد،
تسقط فيه سياسات الخوف
والتخويف، وتلغى فيه كل قوانين
الذبح، وتتلاشى من أفقه كل
أشباح الثأر والانتقام. وطن
يسوده العدل والحرية والمساواة.
الاعتدال يعني أن يمد كل سوري
يده لأخيه محبة وبراً وتعاوناً
لبناء الوطن الأقوى والغد
الأجمل. *مدير
مركز الشرق العربي 26/06/2005
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |