العراقيون
في وطنهم سورية
ليسوا
غرباء، ولا أجانب، ولا لاجئين
إنهم
أهلنا
زهير
سالم*
أقلقتنا وأزعجتنا
الأنباء الواردة من دمشق، تتحدث
عن إجراءات تضييق تتخذ بحق
الأشقاء العراقيين، المتحولين
من جحيم الفتنة في بغداد إلى
أهليهم وأشقائهم في سورية.
كما أقلقتنا
وأزعجتنا من قبل الطريقة
اللاإنسانية واللاإسلامية
واللاعربية التي عومل بها
الأشقاء الفلسطينيون على
الحدود العراقية، والذين ما
زالوا يعانون في مخيمات عزل
فرضت عليهم، ربما تذكرنا إلى حد
بعيد بأقفاص غوانتانامو
فتنقلنا من الجزيرة السورية إلى
شبه الجزيرة الكورية...
وربما يعود
التفسير إلى أن هذا اللحم
الفلسطيني الحي من أطفال ونساء
وشيوخ ... لا يصلح أن يكون ورقة
يُلعب بها على طاولة إثبات
الوجود على الساحة الإقليمية.
لو كنت فلسطينياً، وأنا كذلك،
لقومت الموقف الحقيقي للنظام
السوري من القضية الفلسطينية،
لا من خلال علاقته بالمنظمة
القوية والفتية حماس، ولا من
خلال قذائف حزب الله، وإنما من
خلال تعامله الذي نتمنى أن يكون
إنسانياً وإسلامياً وعربياً مع
أشقائنا هؤلاء...
لن نقول شيئاً
أمام الضمير العالمي والضمير
العربي والضمير الوطني عن الأسر
السورية المحاصرة في
العراق. إذاً ستظل هذه الملحمة
ببعدها الوطني، شاهداً على أقسى
ما يمكن أن يفسره المفسرون.
نستنكر أن تحسب (الأم
العراقية) و(الفتى العراقي)
غريباً أو أجنبياً أو لاجئاً
على أرض الشام!! ونطالب بأن يفسح
المجال له في المجلس، وأن يوسع
له في الإقامة، وأن تسهل عليه
شروط الحياة، وقسوة البعد عن
الدارة الصغيرة...
ننتظر أن توضع
كلمة الترحيب العربية في إطارها
اللغوي العربي الحقيقي (أهلاً
وسهلاً) فلا تبقى لفظاً
مستهلكاً وإنما تنبعث من جديد
حقيقة حية: نزلتم أهلاً وحللتم
سهلاً.
نستنكر أن تستمر
معاناة الأشقاء الفلسطينيين في
مخيم العزل على الحدود السورية
العراقية. ونطالب من موقعنا
الوطني، وباعتبار حقنا في
القرار بأن يعامل الأشقاء
العراقيون والفلسطينيون
المعاملة الأخوية اللائقة بنا
نحن كأبناء أمة ماجدة عريقة
تتحسس الألم في بعض لحمها،
وترقب مجرى الدم في أجساد بنيها.
وعلى أصحاب
المشروعات القطرية الضيقة،
وعلى أنصار الفئويات
والمذهبيات والاثنيات والنسب
المئوية المفتتة لوجودنا
المنبثق من نقطة البدء، المنطلق
إلى قمم المجد والخلود أن
يعلموا أن ألفية ثالثة أو رابعة
من (مكر السيئ) لن تقنعنا بأن
الخطوط التي تفصل بين أقطارنا
هي حدود حقيقية يمكن أن تفصل
اللحم عن اللحم، والدم عن الدم،
والعشيرة عن العشيرة، وعضواً عن
جسده، أو جسداً عن أعضائه.
في محنة العراق،
وفي مصابه الأليم الذي هو
مصابنا جميعاً لتكن سورية، كما
كانت دائماً، صدراً حانياً
وحضناً دافئاً، ودار فيئة
يستريح إليها المتعبون من لأواء
المحنة، النائون بأنفسهم عن نار
الفتنة. في محنة العراق ... لتكن
سورية صدراً حانياً وحضناً
دافئاً لكل عراقي ... مسلماً كان
أو مسيحياً أو صابئاً، سنياً
كان أو شيعياً، عربياً كان أو
كردياً، أو تركمانياً أو
كلدانياً أو آشورياً.
هذا هو نسيج
شعبنا، والشام هي بعض دارها.
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
08/02/2007
تعليقات
القراء |
العراقيون
في وطنهم سورية ...
أحسنت
والله ولا فض فوك ولا جف
قلمك من أمثال هذه المعاني
الشهمة والتي هي الأساس
المتين للإنسان بداية
وللمسلم خاصة وتلك هي بعض
مناطات معنى الخلافة في
الأرض كي نستوعب الجميع ممن
هم خلق الخالق.
ليس في
معاني الحدود الوهمية بين
الأراضي الربانية أي أساس
إلا شيطاني بحت.
وليس
في أختام بلاستيكية وأوراق
بالية يقال لها جوازات
وأوراق أخرى يقال لها
تأشيرات...الخ الخ الخ .. ليس
في كل ذلك إلا بعض معاني "وليغيرن
خلق الله" وإلا
فإن الأرض أرض الله والخلق
كلهم - مؤمنهم وكافرهم
وملحدهم وغيرهم مما يعبدون
- عيال الله ...وانفعهم
لعياله أحبهم إليه.
بلاد
الشام وأرض الرافدين إنما
هي امتداد جزئي طبيعي فوق
المعمورة التي ندعوها
الأرض ومن يعش في تلك
الواحات الناصعة يعرف نقاء
وهج الشمس فيها وصفاء
الهواء للعليل كي يشفى
والشافي هو الله تعالى.
والهجرة
إنما تكون ليهجر الإنسان ما
نُهي عنه إلى ما دُعي إليه
في كل شيء مادي أو معنوي...
ولا يكلف المولى نفساً إلا
وسعها... أكرر تحياتي
لكلماتك والله الموفق.
مسلم
|
|