(وما
نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله
العزيز الحميد)
زهير
سالم
(وَالسَّمَاء
ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ
الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ
وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ
الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ
الْوَقُودِ إِذْ هُمْ
عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ
عَلَى مَا يَفْعَلُونَ
بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ
إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا
بِاللَّهِ الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ
الَّذِينَ فَتَنُوا
الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ
يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ
جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ
الْحَرِيقِ إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْكَبِيرُ إِنَّ بَطْشَ
رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ
هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ
فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ هَلْ
أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ
فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ بَلِ
الَّذِينَ كَفَرُوا فِي
تَكْذِيبٍ وَاللَّهُ مِن
وَرَائِهِم مُّحِيطٌ بَلْ هُوَ
قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ
مَّحْفُوظٍ)
ذلك فعل الطغاة
على مر التاريخ. فالصراع بين
الحق والباطل ماض إلى يوم
القيامة. ولا بد لشجرة الحق أن
تروى بدماء الصادقين. وكان حقاً
على أبناء سورية وقد اغتصب
أمرهم المغتصبون أن يسجلوا في
صحائف التاريخ أنهم لن يهنوا،
ولن يهينوا..
كان حقاً على
الصادقين أن يقولوها: لا، بملء
أفواههم، وأن يكونوا مستعدين
لدفع ضريبتها من دمائهم ومن
أمنهم ومن أموالهم. لعل الطغاة
قد ظنوا أن الشام قد خلت من
الرجال، فجاء هؤلاء الرجال
الرجال ليردوا ظنهم إلى الخيبة،
وليؤكدوا أن الشام مازال وسيبقى
عامراً بأهله.
ستأفل قريباً كل
الوجوه الكالحة المربدة وستثمر
شجرة الحق المرواة بدماء
الشهداء ثمراتها حرية وكرامة
ومساواة وعدالة.
لأرواح الشهداء
في يوم استشهادهم الدعاء
بالرحمة والمغفرة، ولأبنائهم
ولأسرهم المجد والفخار على مر
الأيام، وللطغاة السوءى بما
كسبت أيديهم فهم في ظلمات ظلمهم
وطغيانهم يترددون. قد ينسى
التاريخ يوماً أشكالهم
وأسماءهم ولكنه سيحفظ أن عصابة
من القتلة ذبحت في يوم واحد من
أبناء الشام ألف إنسان كما حفظ
من قبل قول جدهم العريق في القتل:
أنا بالله وبالله
أنا
يخلق الخلق وأفنيهم أنا
يوم ملأ هذا
الأفاك بئر زمزم بجثث القتلى؛
ولكنه مضى لتبقى إرادة الله
الغالبة وليبقى النسل الإنساني
الطيب المبارك في نماء رغم أنف
القتلة المجرمين.
مضوا وخلفوا
وراءهم مشعلاً مضيئاً لكل أبناء
مجتمعهم كشف أول ما كشف تلك
النفوس السوداء الملتوية التي
أقدمت على جريمتها النكراء في
القرن العشرين.
للشهداء الرحمة،
ولأسرهم وذويهم وإخوانهم
العزاء، ولشعبنا في سورية الحرة
الأبية المجد والفخار.
*مدير
مركز الشرق العربي
27/06/2005
|