سولانا
في دمشق
كم
يكذب هذا العالم؟!!
زهير
سالم*
يعلن العالم الحرب على
الإرهاب. الحديث عن الإرهاب
أصبح أشبه بترتيل مقدس يُتلى
علينا صباح مساء في نشرات
الأخبار، وبيانات الساسة،
وخطابات الزعماء، وتوصيات
ومقررات المؤتمرين والمؤتمرات!!
أصبحت الحرب على الإرهاب
ذريعة تستباح بها الأوطان،
وتسفك تحت رايتها الدماء،
ويغتفر في سياقاتها وأد الأطفال
والنساء تحت أنقاض القذائف التي
يطلقها المحاربون الأشاوس على
الأكواخ الطينية، والأجساد
الغضة في أفغانسان أو فلسطين أو
العراق.
يزعم قادة العالم ومنظماته
الدولية السياسية والمدنية،
ومؤسساته الأمنية الضاربة أنها
تعلن الحرب على الإرهاب؟! فكم
يكذب هؤلاء القادة أو تلك
المنظمات؟!
يقول رئيس دولة كبرى مثل
فرنسا، من المعلومات عن شخص ما
إنه إرهابي (قاتل وفاسد ومراوغ)
ثم تسمعه بعد أيام ينصح بالجلوس
مع الإرهابي، أو التفاوض معه
على قائمة المصالح أو قائمة
الضحايا، لا فرق، تعلم أن هذه
الدولة الكبرى رئيسها
وسياسييها ومدنييها ومؤسساتها
في دعواهم الحرب على الإرهاب
كاذبون..
عندما يقنن مسؤول في بلده
القتل، على خلفيات عقائدية
وفكرية ومذهبية، ويحكم تحت سمع
العالم وبصره بالإعدام على
مخالفيه، ويعتقل معارضيه،
وتطول قائمة المقتولين
والمفقودين والمعتقلين لتمتد
بطول نصف قرن من الزمان،
ولتشتمل على ألوف بل عشرات
الألوف من بني الإنسان، يُغيّب
بعضهم في المقابر الجماعية،
وتمتص بعضهم الزنازين؛ ثم
يستقبل العالمُ الفاعلَ الأثيم
في نادي الساسة والقادة، بربطة
عنق أنيقة، وقفاز حريري رقيق،
يعلم شعب المقبورين والمقموعين
والمقهورين؛ كم يكذب أعضاء هذا
النادي!! وكم هم شركاء في
الإرهاب أو إرهابيون.
وعندما تكون الأدلة
والبينات بين يدي القاضي
العالمي أوضح بكثير من أدلة
وبيانات ما جرى في الحادي العشر
من سبتمر، وعندما يكون الشهود
عشرات الألوف من الأمهات
والزوجات والآباء والأبناء،
وعندما ينضم إلى قائمتهم
المتطاولة كل يوم شاهد جديد،
بعضهم في سورية وآخرون في لبنان
وفريق ثالث في العراق.. ثم
يتغافل العالم عن كل هؤلاء،
ينسى الإنسان إنسانيته
ومقتضاياتها ويرد شهادة العظام
في القبور، وبقايا الأحياء في
الزنازين.. تعلم أن هذا العالم
أو هذا الإرهابي الذي اسمه
العالم مع شريكه الصغير في شرب
الدم البشري سواء..
سولانا في دمشق يطأ جماجم
عشرات الألوف من أحبابنا، يدوس
على رفاتهم بقدميه الغليظتين،
يرخي بثقله على أكتاف السادة
الأفاضل عبد الستار قطان
وإخوانه، وعارف دليلة الذي قال
لا للفساد، وميشيل كيلو الذي
بشر بالحب والإخوة والحرية،
وكمال لبواني الذي سعى ليقول
للعالم إن في سورية رجالاً..
سولانا وبوش وموكلوهم ووكلاؤهم
ومساعدوهم وعملاؤهم كلهم في
الإرهاب سواء.
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
15/03/2007
تعليقات
القراء |
حسان
عبد الحليم
هذه
رسالة واضحة الدلالة
للمعارضة بشكل خاص وللشعب
السوري بشكل عام ألا يراهن
على مواقف الدول الفاعلة في
العالم لإحداث التغيير
المطلوب في نظام الحكم في
سورية، بل عليه أن يعتمد على
قواه الذاتية لإنضاج
المواقف الشعبية الجماهيرية
التي ستشكل سيلا جارفا
للنظام الذي مازال يتنازل
لأعداء الأمة ولا يجرؤ على
السير خطوة باتجاه شعبه.
وعندها سيهرول سولانا وغيره
لكسب ود شعبا لا ود حكامه
الخائبين .
-----------------
مؤمن
محمد نديم كويفاتيه سوري في
اليمن
ما
كتبته يا أستاذ زهير يدمي ،
ومثلما يقولون وعلى عينك يا
تاجر ، فأي تجارة أقذر من تلك
التي يباع فيها الإنسان عرضه
وماله وروحه ودمه وجسده مجزأ
وليس حتى دفعة واحده وكذلك
الغرب فعل ويفعل بشعبنا خلقه
الله بوجوه كثيرة فإذا شتم
رسولنا الأعظم صلى الله
وعليه وسلم انحازوا إلى كلمة
حرية التعبير وإذا أردنا
تطبيق شعائرنا قالوا
علمانيتنا ترفض وهكذا نحن
مابين مطحون ومنبوذ في عالم
لا يعرف فيه إلا لغة
الأقوياء وليس حجة
المتمنطقين أو لغة الإقناع.
|
|