أنصاف
الرجال !!
زهير
سالم*
أن تشعلها لتستضيء أو تتدفأ
على نارها ذلك شأن يمارسه غيرنا
من محترفي السياسة وسماسرتها.
ولكن (أنصاف الرجال) عبارة أطلقت
يوم أطلقت على لسان رجل يفترض
أنه يمثل دولة اسمها سورية،
وشعباً نحن بعض ممثليه. ولم تكن
سورية الدولة، ولا سورية الشعب؛
لتقبل بالقول إذا قيل، أو لتسكت
عن رده على صاحبه لو وجد
الناطقون للقول مجالاً.
ولم تكن العبارة في ثقلها
السلبي خروجاً عن قواعد اللياقة
والأدب، أو تحدياً لمنظومة
القيم فقط؛ وإنما كانت عنواناً
لمضمون سياسي بث الرعب والفزع
في قلوب الكثيرين من أبناء
سورية الأوفياء، وأبناء الأمة
الأسوياء.
لقد كانت الكلمة القذيفة
تعبيراً عن محاولة مستبطنة (لفصل
ووصل)، لفصل سورية عن التزامها
الاستراتيجي وانتمائها العربي،
ووصلها أو إلحاقهاعربة خلفية
بمفارق يحبو إلى الاستحواذ
والاستتباع عبر تغيير الهوية
على نحو ما يجري على أرض العراق.
ولقد سمع السوريون العبارة،
وقدروا صداها، ولمسوه واقعاً
حياً بين أظهرهم، وما يزالون
يستشعرون القلق والخوف لا
العجز، من معركة للخيبة يفرضها
عليهم الذين لا يفقهون.
كانت (أنصاف الرجال)
تعبيراًِ عن نشوة اختلط فيها
الفرح العاجل بحميا الشباب،
والموروث الثقافي المستبطن
للذات بأحلام الانسلاخ عن نسيج
حي مترابط طالما أغرق بعض الناس
بمشاعر الاغتراب.
ما قاله فاروق الشرع في
القاهرة من أن المقصود بأنصاف
الرجال، لم يكن أولئك الذين
وُجه القول إليهم!! إنما هو رقعة
على الخرق، وإن كان الخرق الذي
ابتلي به شعبنا في سورية به قد
اتسع على الراقع. وتبقى الرقعة
في نظرنا خيراً من الخرق، وإن
كانت شائنة أو مشينة.
لسنا معنيين بالتثريب
والتمحيص، لنسأل السيد النائب:
من كان المقصود إذاً؟ وسنعتبر
كلمته مدخلاً صالحاً للاعتذار،
الاعتذار ليس للذين قيلت الكلمة
في حقهم فقط؛ وإنما للذين قيلت
باسمهم الكلمة بغياً وعدواناً
أيضاً!!
سنعتبر ما صرح به فاروق
الشرع في القاهرة مدخلاً صالحاً
للاعتذار، وسنؤكد أن السنين
الأربعين التي كان يشترطها
الدستور السوري في رئيس البلاد
لم تأت من عبث، وإنما جاءت لتجنب
الوطن وأبناءه مثل هذه الزلات.
الزلات التي تدفعنا يوماً بعد
يوم في طريق النكبات. الدرس
الأهم أن لا تضطر سورية بعد
اليوم إلى اعتذار جديد، وما نظن
أن مثل هذا يكون!!
سنترك للذين قيل القول فيهم
أن يقدروا حجم الإهانة وصيغة
الاعتذار أيضاً، سنترك لهم أن
يدافعوا عن رجولتهم بالطريقة
التي يريدون.
ونتمنى من موقع وطني سوري
مخلص أن يكونوا إلى السماحة
أقرب، وأن يضعوا عنفوان الشباب
وطيشه في سياقهما. أما نحن فلا
نملك إلا نقول بعد السبع
العجاف، وعلى أبواب مرحلة
دستورية جديدة: فما ترى فيما
ترى؟!
---------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
17/03/2007
تعليقات
القراء |
أبو
أحمد
لا
أريد الإكثار من الكلام و
لكني أرى أن الموضوع يتلخص
في كلمتين : يكاد المريب يقول
خذوني. فإذا كان أولئك أنصاف
رجال ...فما هو حال من وصفهم
بذلك بين الرجال ...لا أدري ..ربما
هو من أرباع الرجال أو
أثلاثهم أو حتى أقل من ذلك .
------------------
علي
عيادة _الجزائر
تحية
عطرة وبعد :سيدي الفاضل نداس
دوما دون أن يشعر الآخرون
بنا
نسمع الإهانة من أقرب
أشباه المسؤولين علينا ولا
ننبس بكلمة واحدة.
|
|