ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 21/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أربع سنوات على الاحتلال

وفي العراق دم.. وخوف.. وجوع

زهير سالم*

أربع سنوات على الاحتلال.. وفي هذا العالم من يعد نفسه منتصراً!! وفي العراق من يعد نفسه محرراً!!

استطلاعات الرأي في الشارع الأمريكي والأوروبي، تسمع إلى أناس يعتبرون أنفسهم محور الوجود.. هذه أم أمريكية غضبى من الرئيس بوش لأن ابنها المرهف الأحاسيس بات تنتابه الكوابيس من مشاهد الفظائع على أرض العراق، وهذا أب أمريكي يبكي ابنه الذي دفعه بعض الخوف وهو في وسط مجنزرات الأمن ليشنق نفسه تخلصاً من قلق نغص عليه الحياة.. حتى الذين ينددون بالاحتلال من هؤلاء، ينددون به لأنه لم يدرّ سمناً وعسلاً، ولم يكن بالنسبة إليهم ضرعاً يتحلب في أفواه أطفالهم أو في خزائن أغنيائهم.. من أجل ذلك هم ينددون بالاحتلال، ومن أجل ذلك يطالبون بالانسحاب. (حصرم حلب) على ما قال شوقي، او سلعة غالية لم يتوقعوا أن تكون كلفتها عليهم بهذا الحجم..

لا أحد منهم يبكي العراق، أو يتوقف عنده، أو يبالي يعشرات القتلى ومئات المصابين يتساقطون يومياً.. لا أحد منهم يبكي العراق الممزق، أو العراقِ المهجر، أو العراق المستباح..

لا أحد منهم، ولا أحد من عبيد خصبهم يبالي بما يجري على أرض العراق، ولا أحد من العملاء الذين خانوا وهانوا فأجلبوا على أوطانهم، من الذين سفحوا كل ماء الحياة وماء الحضارة وماء الكرامة على أرض العراق ليبلوا أهواءهم ببلالها. أولئك الذين لم يعرفوا الوفاء، ولا آمنوا لحظة بغير ذواتهم المريضة، وتطلعاتهم السقيمة، أولئك المحاصرين في دوائرهم الصغيرة وآفاقهم المنحطة، وهممهم التي لا تسير إلا في ركاب.

بين هؤلاء وأولئك يقف العراقيون الشرفاء ليردوا على أمتهم بعض كرامتها، وليصنعوا لعراقهم حاضراً يخرجه، إن شاء الله، إلى الرحب الفسيح. يقف هؤلاء العراقيون الشرفاء في المستنقع الضنك يسقطون المشروع تلو المشروع، والمؤامرة تلو المؤامرة، والمحاولة تلو المحاولة. لن تمروا، يعلنونها صريحة،  حتى يعود العراق عراقاً، حتى يعود عراق الحضارة والمجد لكل أبنائه على اختلاف الانتماء، فما زال صدر الانتماء العراقي مطرزاً بألوان قوس قزح يتسع ويتسع لأدق الخيوط والتفاصيل..

لن تمروا، تتجلجل بصوت عراقي مبين، حتى تعود بغداد دار السلام، التي بناها أبو جعفر، وأطلق منها السحاب هارون الرشيد، ووزن فيها المأمون الحرف المرصوف بالذهب.

للبحث عن الحل في العراق، لا بد من البحث أولاً عن العراقيين، وإسقاط كل المزيَِفيين والمزيٍِفين. فهؤلاء وأولئك ليسوا من العراق، وليس العراق منهم في شيء. أربع سنوات تمر وفي العراق دم وخوف وجوع وتشريد.

وخطاء المتغطرسين يدفع ثمنها أطفال العراق يتماً، ونساء العراق ثكلاً، ورجال العراق دماً ثجاجاً، ليصوغوا للإنسانية مثلاً جديداً في العزيمة والفداء في القرن الحادي والعشرين.

في ذكرى مرور أربع سنوات على احتلال العراق

بدر شاكر السياب

سيعشب العراق بالمطر ...

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...

مطر ...
مطر ...
مطر ...

تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .

مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .

أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
"
يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "

أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
"
مطر ...
مطر ...
مطر ...

وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ

مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...

مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .

مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !

مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "

أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
"
يا خليج
يا واهب المحار والردى . "

وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج

"
مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..

سيعشب العراق بالمطر ...

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

21/03/2007

 


تعليقات القراء

 

أبو أحمد

إن ما يحدث في العراق حالياً جريمة كبرى بكل ما تعني الكلمة من معنى ... وهذا الإجرام يمارسه المحتل الأجنبي و أبناء البلد من الحاقدين و متعطشي الدماء... أما ما يحدث في بلاد مجاورة للعراق بدو ذكر أسماء (سوريا) فان هناك جريمة تمارس منذ 40 سنة و لكن الذي يمارسها هم أبناء البلد و لا دخل للأجنبي في الموضوع .. والبلاء في ذلك أشد وأكبر.

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ