ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 10/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الجهد الإسلامي

رؤية... وتجربة

زهير سالم*

أعيد كتابة هذه الأفكار، تفاعلاً مع مقالات عديدة تطرح على الساحة الوطنية  الفكرية والسياسية ، وإجابة غير مباشرة على تساؤلات مختلفة البواعث تصل إلى مركز الشرق العربي تعليقاً أو تعقيبا أو تأييداً أو استنكاراً.

وأكتب هنا تكميلاً لأفكار طرحها كتاب محترمون بحسن نية، وتفنيداً لأخرى طرحها أصحابها، والله يعلم المفسد من المصلح. ولكنني أحب أن أذكر من البداية بما كان يتحلى به الإمام الغزالي من موضوعية وإنصاف يوم كان يقرر عقائد مخالفيه وآراءهم بطريقة من المصداقية والوضوح يعجزون عن مثلها لو أرادوا.

بمعنى أن المطلوب من الذين يريدون أن يكتبوا عما يطلقون عليه (الإسلام السياسي) ألا يكتبوا عنه كما هو في أذهانهم، وألا  يعملوا على اقتناص أقاصيص وحكايات عبرت عن لحظتها في سياقها، ليجعلوا منها منهجاً لحركة تقوم على أساسه. والمطلوب أيضاً إذا أرادوا أن يكتبوا عن حركة بحجم الحركة الإسلامية التي تضم طيفاً واسعاً جداً من المدارس والاجتهادات، أن يعتمدوا الموقف الأعم والأشهر دون أن يمنع ذلك من إشارة إلى ما يتردد على جنبات هذا التيار عن يمين وشمال.

بعد هذه المقدمة المنهجية، أعود فأقول إن التقدم الذي تحققه الحركة الإسلامية بتيارها العام هو تقدم يرجع في فضله وفي أصله إلى الإسلام، العقيدة الربانية الخالصة، والشريعة السمحة. بكل ما في تجربتها من ألق رباني، أو عثار بشري ، وبكل ما ترسمه من منهج للعدل، وما تفرضه من أنماط للتسامي والاستعلاء، وما تعد به على أسس عملية منضبطة واضحة من معارج للخلاص..

الفضل كله بيد الله، الله الذي تكرم على عباده  في هذه الذرة التي اسمها الأرض في ملكوته الواسع بالرسل والكتب والشرائع والهداية الأولية التي عجنت في جينات الإنسان ومكوناته.هذا التقدم الذي تحظى به الأديان عامة في عصر سيطرة المادة، ويحظى به الإسلام خاصة الدين الخاتم (ليظهره على الدين كله) ليس سببه  سلب قائم في الحياة العامة، فقر وأمية وجهل وبطالة وعجز،كما يزعم بعض الزاعمين!! فالذين يتقدمون إلى الإسلام وبالإسلام في هذا العصر وكما تقول الإحصاءات، وكما نلمس في واقع الحياة هم شريحة أخرى من أهل العلم والفضل وأصحاب المكانة الاجتماعية والثقافة مفكرون وأدباء وأساتذة جامعات ومهندسون وأطباء وحقوقيون وطلاب جامعات ، ونكاد نقول وفنانون وفنانات، هذا هو مكون التيار الإسلامي في عالمنا  بشكل خاص، أما المهتدون إلى الإسلام من أبناء الديانات الأخرى فهي عينة تحتاج إلى المزيد من الدرس والفحص والمتابعة.

.الإخفاق العام في حياة المسلمين ليس سببه الإسلام، وإخفاقات الأنظمة وفسادها وعجزها، وعجز المجتمعات عن التقدم في مشروعات التنمية والنهوض ليست هي العوامل المغذية لقوة التيار الإسلامي الإيماني بمعناه الواسع العريض، بل نحن نعتقد أن الإنسان الذي تتاح له فرصة أفضل للتأمل والتدبر والتفكير سيجد طريقاً أكثر قصداً نحو محراب الإيمان والإسلام..

والاستبداد بمذاهبه وطرائقه، الاستبداد السياسي و الاستبداد الثقافي، وهو ليس أقل هولاً ، والاستبداد الاجتماعي؛ ليس دافعاً من دوافع توسيع دائرة الموقف الديني وانتشار التفكير الديني، والتأكيد على الالتزام الإسلامي.. (الدين) في بلاد الآخرين حيث سقط أو أُسقط بفعل فاعل كان حليف الاستبداد، وحليف الإقطاع ضد الجماهير بمعنى أنه كان ضد العدل والمساواة والحرية والبحث العلمي والارتقاء؛ ولكن الإسلام لم يكن أبدا كذلك ولن يكون..

والمسلمون بما عاشوه من تقدم و تخلف،وقوة وضعف، وانحطاط وازدهار هم الذين اخترعوا مصطلح (علماء السلطان)،ليميزوا الخبيث من الطيب  وليتركوها سبة باقية في أعقابهم إلى يوم الدين. لأن موقف العالم المسلم الطبيعي كان إلى جانب المظلومين والمضطهدين، كان إلى جانب الأرملة صاحبة الحق، واليتيم صاحب الحق والذمي -غير المسلم- صاحب الحق، ، والفلاح صاحب الحق، والأجير صاحب الحق..

لم يكن في الإسلام مؤسسة دينية ،ولا كهنوت يحتكر الموقف أو يصادر الفتوى ولم يكن في تاريخ الإسلام كله حلف بين الاستبداد والدين. كان رجل الإسلام ،غير المنبوذ،في الجانب الآخر من صاحب السلطان، نصيراً للحرية و للعدل وللمساواة، ومن هنا يستمد الإسلام حتى هذا اليوم رصيده الشعبي و قوته أمام العالمين..

حقيقة أخرى نريد أن نؤكدها، مد الإسلام العظيم الذي تشهده أمتنا اليوم لا يمثله شخص ولا حزب ولا فئة، ولا ينطق باسمه شخص ولا حزب ولا فئة، ولا يمكن أن يصادره بحال من الأحوال شخص ولا حزب ولا فئة.. مدُّ الإسلام العظيم هذا نمثله أنا وأنت وأنتِ، وهو وهي وهم وهنّ. إذا اتقنت الأولويات امتلكت الحق في الرؤية في إطارها وعلى أساسها، يبقى عليك أن تعلم أن رؤيتك غير معصومة وغير ملزمة وأنك لا يحق لك أن تصادر رؤى الآخرين القائمة على الأساس ذاته وفي الشروط ذاتها

.بعض المسلمين يكتبون عن المد الإسلامي من موقف خارجي مع أنهم ،بشكل او بآخر ،جزء من معادلة الإسلام ورؤيته، وليس أحد أولى من أحد في التعبير عن الموقف الإسلامي إلابما يمتلكه من علم أو يتحلى به من التزام.على قواعد الإسلام الراسخة يمكنك أن تنصب خيمة أو تبني كوخا من قصب، أو ترفع ناطحة سحاب..

هناك فريق من النا س يؤمنون مثلك بلإسلام يرفعون شعاره ثم يجهدون للانحياز للحكمة ولتلمس وجه الصواب، هم أيضا يدركون حجم العبء، وكثافة الفتن،وكلب العدو،وقعود الهمم، وقلة الناصر!!خيارك الأولي إما أن ترميهم لأنهم لم يبلغوا الكمال، وإما أن ترمي معهم وهم عن أصل أمرك يدافعون.

بعض الناس يرشحون أنفسهم، وهم في السياق الإسلامي العام، من القليل أقلاً، لقبول أوراق اعتماد الشعوب، أو للاعتراف بحركة الجماهير، أو مد الإسلام العظيم، يقول أحدهم دعونا نعترف بهم، يقدم النصيحة لمن يظنه صاحب القول الفصل في هذا الكون، وهو وسيده ممن قال الله فيه (وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب، وما قدروا الله حق قدره..)

المسلمون الذين يعتقدون أن الله رب العالمين، لا يزعمون لأنفسهم الحق بالاعتراف بمخلوق، فهذا المخلوق منذ أن دخل دائرة التشريف والتكليف نال الاعتراف الأولي من الخا لق الذي لا يستطيع أن ينازعه فيه أحد، والذي لا يتفضل به أحد على أحد..

 رؤيتنا الإسلامية، في إطارها الأعم،  رؤية بشرية، قابلة للمراجعة، قابلة للنقد، قابلة للتطوير (هذا قولنا ومن جاء بقول أحسن منه وأحكم قبلناه..)

وفي رؤيتنا الإسلامية أن المجتمع المسلم قام يوم قام بجهد بشري وبمعاناة بشرية، وأنه مرشح ليعود في أفق مستقبلي يرسم أبعاد حياة إنسانية أرحب وأشمل بجهد بشري، وبمعاناة بشرية وبتجربة بشرية، وبصواب وخطأ بشريين.

المعجزة في هذا المنهج هي في هذا الانسجام المطلق في كينونة الإنسان –الروح والنفس والعقل والجسد، وفي تواصل المجتمع وتلاحمه وتآخيه وتكافله وتراحمه في هذه الآفاق السامية للعدل وللحرية وللمساواة.

المشروع الإسلامي في تجليه الزمني رباني المصدر، ثابت الأصول، كلي المباني، إنساني الآفاق ،لا تفتيت ولا إغراق، ولا غلو، ولا تفريط.  النزوع إلى أحد مباني الإسلام هو من إمارات الضعف البشري على مذهب من قال ( أقوم فلا أنام) أو (أصوم فلا أفطر) أو (لا أتزوج النساء) (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم.."

لا عدل بلا عبادة، ولا سداد بلا تقوى، ولا عفة ولا أمانة بدون دين.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

10/04/2007


تعليقات القراء

 

أبو عبد

إذا أراد المسلمون أن يعودوا كم كانوا , فلا سبيل لهم إلا العودة لتعاليم الإسلام السمحة, والتمسك بالعقيدة . أما ما نشاهده اليوم من ضياع الأمة و للأسف هو نتيجة البعد عن الدين و وسيطرة الوهن على قلوبنا بالإضافة إلى تمسكنا بالعادات المستوردة من الغرب و تقليدهم في أمور الرذيلة فقط ضاربين بعرض الحائط أي استفادة منهم في الأمور العلمية و للأسف.

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ