ديمقراطيون
وجمهوريون
مصالح
أو مبادئ
زهير
سالم*
كيف
تقرأ في واشنطن زيارة بيلوسي
لدمشق ؟ هل هي نوع من الصراع
الحزبي المبكر، بين يدي
الانتخابات الأمريكية، بين
الجمهوريين والديمقراطيين، على
قضايا تشغل الشارع
الأمريكي،وتتعلق بحياة
الأمريكيين أنفسهم؟ أوهي بعض من
سياسة توزع الأدوار؟ أو هي
ثالثا وجه من وجوه الديمقراطية
التي تتوق إليها شعوبنا ؟
أولعلها بعض جواب صهيوني على
تشدد الإدارة بشأ ن لقاء
إسرائيلي مع رئيس سوري متهالك ؟
أمريكيون في دمشق
،على غير إرادة من البيت
الأبيض، الزائرون لدمشق يسعون
لتحقيق مصالح أمريكية يعتقدون
أن الرئيس قد فوتها. أنا هنا ضمن
الثوابت الأمريكية تقول بيلوسي
وتبدأ زيارتها من إسرائيل حيث
تعتقد أنها الأرض الأمريكية
المحررة في الشرق العربي.
وكان قد سبق بيلوسي
إلى دمشق وفود عديدة أوربية
،كان أبرزها زيارة سولانا الذي
حمل إلى دمشق وجهة نظر الإتحاد
الأوربي في المطلوب من سورية.ثم
تبعه وفد نيابي أمريكي بين
أعضائه ثلاثة نواب
جمهوريون،سمعوا وأسمعوا وخرجوا
بانطباع عن إمكانية استئناف
الحوار مع سورية في أطر الثوابت
الأمريكية.
جلس
النواب الأمريكيون إلى قيادات
سورية فيها رئيس الجمهورية
ووزير الخارجية وسماحة المفتي
العام. ذكر بعض المعلقين وأن
منها بعض مؤسسات المجتمع المدني.
نسي هؤلاء أو تناسوا أنه سبق
للرئيس بشار الأسد أن أنكر وجود
ما يسمى (بالمجتمع المدني) ،
واعتبر المصطلح مستورداً، و عده
من البدع التي ربما تعد من
ضلالات الفقه السياسي الحديث.
وقبل أن يغادر هذا الوفد دمشق
كانت بيلوسي تعلن في إسرائيل أن
قيام دولة إسرائيل هو أعظم
إنجاز شهده القرن العشرين!!
وتعيد ترتيب أجندة لقائها في
دمشق على ضوء المطالب
الإسرائيلية ، فتحمل معها ثلاث
لوحات اسمية لثلاثة جنود
إسرائيليين قاطعة على نفسها
وعداً بألا ترتاح حتى تعيدهم
إلى بيوتهم سالمين، دون أن تنسى
بالطبع رفات الجاسوس
الإسرائيلي كوهين، أو أن تؤكد
أنها قادرة على إبلاغ محتوى
الرسالة الإسرائيلية بدقة
للشعب السوري وللقيادة السورية.
تخرج بيلوسي من إسرائيل مفعمة
بالأمل لا بالوهم إنها تريد أن
تؤكد لسورية أن
مصلحتها أن تتحول مجدداً إلى
قوة إيجابية في المنطقة).
تستوقفك
كلمة مجدداً وتحاول أن تضرب
في تاريخ النظام لتبحث عن دور
إيجابي سابق سواء في سياساته
الداخلية، أو في مواقفه
الإقليمية، فيصدمك
بالفعل الانتصار الذي حققه في
السابعة والستين، أو السماح
لكوهين، الذي يطالب
الإسرائيليون بجثمانه اليوم،
باختراق الدولة السورية
بمؤسساتها العسكرية والأمنية
والمدنية ، من الساس إلى الراس
كما يقولون.
تضيف
بيلوسي إلى أجندتها الهم الذي
يتقدم أولياتها والذي
تتحمل العناء من أجله: الجنود
الأمريكيين في العراق الذين
يتعرضون لهجمات المقاومة. هذه
المقاومة التي يظن الأمريكيون
أن لسورية يداً في حركتها.ليس
علينا أن نبدد الوهم الأمريكي،
أو أن نخيب الظن حيث يمكن
التجريب، إذا كان للسوريين دور
فيما يجري على أرض العراق فهو
دور محدود في تسعير الفتنة
الداخلية، ودون أن يكون له أي
صلة حقيقية بقوى المقاومة
الشريفة التي تتصدى لقوى
الاحتلال التي تحركت السيدة
بيلوسي لتخفيف العبء عنها.
وهي
في سبيل تخفيف العبء عن الجندي
الأمريكي ستجد فرصة ما للمناورة
حول المحكمة الدولية، وربما
ستعطي ضمانات بأن السياسات
الإيجابية المنتظرة من حكام
دمشق ستمنحهم الحصانة التي
طالما تمتعوا بها من قبل.
همست
بيلوسي في أذن الرئيس الأسد كما
همس زملاؤه نملك على الحقيقة
أذن ا ا من قبل إذا تعهدت لنا
بصدق بما نريد، فنحن جزء من
القرار في واشنطن نحن لرئيس بوش
وعقله، وإن كان يصعب علينا أن
نملك قلبه.
وعززت
بيلوسي مصداقيتها الأمريكية
بالنائب الجمهوري الذي صحبته
معها، وبأول نائب مسلم يدخل
مجلس النواب الأمريكي والذي
يشاركها في زيارتها كعربون حسن
نية قدمته السيدة
بيلوسي في زيارتها. بالمناسبة
لقد أصر هذا النائب المسلم على
أن يقسم على القرآن الكريم
عندما أدى اليمين القانونية
أمام مجلس النواب!!
على
الجانب الرسمي في سورية، اعتبرت
الحكومة السورية الزيارة وما
سبقها من زيارات أوربية
وأمريكية، وما ذكر عن زيارة أحد
أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي
لدمشق نصراً يحق للقيادة
السورية أن تزهو به. والنصر حسب
وجهة النظر السورية هذه له
مقتضيات وأول هذه المقتضيات ليس
التراجع عن القطيعة فقط وإنما
مراجعة جملة السياسات. رحبت
صحيفة تشرين السورية في عددها
الاثنين 2/4 بالزيارة، واعتبرتها
نقطة بداية وشدد المعلقون
السوريون على أن الزيارة هي
بداية أولية لمحاولة إصلاح
الخلل، وإعادة التوازن إلى
الموقف الأمريكي والأوربي. كرر
المعلقون السوريون دائماً بأن
دمشق ستظل هي المحور وأن على
سياسات العالم أن تدور حولها.
مفتي سورية، الذي أصبح وجهاً
سياسياً بارزاً، يقال بسبب
ارتباطه الوثيق بآية الله
العظمى خامنئي، قال تعليقاً على
الزيارة: لقد كنا في سورية
متأثرين بالسياسة الأمريكية،
وأصبحنا الآن مؤثرين فيها، على
العالم أن يأتي إلينا هنا في
دمشق ليحل مشكلاته.
ربما
تنجح بيلوسي في إحداث ثغرة في
جدار الموقف السوري، مما يعني
إلقاء حبل الخلاص للنظام السوري
ولو إلى حين، وهذا يعني أن يرفع
الأمريكيون سقف المراهنة
على أنظمة الاستبداد، والمقابر
الجماعية وكسر إرادة الشعوب.
بينما
استقبلت سورية الرسمية الزيارة
بزهو وانتصار، فإن القوى
الشعبية في سورية، التي أعلنت
دائماً استقلال مشروعها الوطني
عن أي مشروع خارجي، ورفضت ربط
مشروع تحررها بأي إرادة أو قوة
غير وطنية، فقد ازدادت قناعة
بسلامة موقفها ونهجها.
حين
تتأمل القوى الوطنية في سورية
الأجندة الأمريكية – الجمهورية-
الديمقراطية- وقائمة
اهتماماتها تجد أن لا مكان لشعب
سورية ولا لمعاناته، ولا لقضايا
حقوق الإنسان في هذه القائمة.
السيدة بيلوسي مهتمة برفات
إسرائيلي واحد فقط،و هو الذي
يشغل بالها !! بينما هي غير معنية
برفات أكثر من عشرين ألف سوري
تعلم هي والمجلس الذي تنتمي
إليه، أنهم قتلوا بدم بارد، يوم
كان نظام الأسد يقوم بالدور
الإيجابي المطلوب الذي سعت
السيدة بيلوسي لتجديده:لمصلحة
من ؟.
السيدة
بيلوسي معنية بثلاثة أسرى
إسرائيليين ولكنها غير معنية
بآلاف المعتقلين السوريين على
خلفيات عقائدهم الدينية،
وآرائهم السياسية والفكرية. غير
معنية بضحايا القانون 49/1980 الذي
يحكم بالإعدام على أبناء جماعة
الإخوان المسلمين، وغير معنية
بمعتقلي ربيع دمشق أو بالموقعين
على ميثاق دمشق بيروت من أمثال
عارف دليلة وميشيل كيلو وكمال
اللبواني
في
مثل هذا الواقع المثقل بريح
المصالح الضيقة،هل تمتلك
الشعوب زمام المبادرة لتؤكد على
وفائها بقيمها ومبادئها
والتزامتها أمام ذاتها ليعم
العالم السلام والتعاون والحب.
---------------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
12/04/2007
تعليقات
القراء |
عارف
عبد العظيم
المصلحة
كما أشرت اليها هي محط
الانظار ، فما مصلحة امريكا
وسياسيها وغيرهم من الناس
فيما ذكرت من ال 49 والسجون
والشعب والضحايا...! في الوزن
السياسي تكون المصلحة هي
الميزان الحساس الذي تقاس به
الامور وبعيدا عن اي توجه
اخر.
ديمقراطي
- جمهوري...
اشتراكي
- ليبرالي...
محافظين
- احرار...
اجتماعيين
- رايات خضر...
كلها
مسميات لتوجهات ونظريات
واراء واقوال والاساس فس ذلك
كله المصلحة وتحقيقها مهما
كلف وتباين الثمن والاختلاف
الوحيد هو في الوسائل.
ولا
ينسى ان اول مؤيد لاسرائيل
واول من جاهد لاقرار مشروع
العقوبات على سورية هو الحزب
الديمقراطي في امريكا والتي
تنتسب اليه بيلوروسي.
واعتبار
اقوال سوريا بعد الزيارات
الرسمية العلنية الكثيرة
لترابها انما هو اعلان لواقع
يرونه من طرفهم انه كسر
لمحاولة الحجب ويراه البعض
الاخر انه ليس اكثر من
متابعة لتأدية مهمة ما ضمن
شرط تحقيق الهدف مع اقل
الخسائر.
وبين
كل اولئك والاهم من ذلك كله
اين هم رجالات سوريا الذين
يعملون لوضعها على المسار
الصحيح بين دول العالم ؟
لايهم
ان كانوا في داخلها او
خارجها ،المهم تحقيق الوطن
لجميع السوريين كي تكون قوية
بأبنائها وامكانياتها.
الامنيات
وان كانت مهمة على المستوى
الفردي والشخصي وعلى
اهميتها على مستوى الشعب
والوطن والبلد فإن الاهم من
ذلك لاولئك الرجال الفهم
الصحيح والتعامل الصحيح
للمعطيات السياسية في
الواقع الحياتي ومتابعة
التعامل معها في اطار تحقيق
المصالح وهذه لوحدها تحتاج
لرجال من الوزن الثقيل في
الاطار السياسي... فهل لذلك
يعمل العاملون ؟!
|
|