الإنجاز
الأول
لرجل
النظام الأول !!
زهير
سالم*
كان نصر الخامس من حزيران لسنة 1967،
الإنجاز الأضخم في تاريخ هذا
النظام، منذ أن صادر سورية
الوطن والإنسان. ويوم تحقق
النصر الأغر المحجل بالهزيمة
الكبرى المنكرة، خرج علينا
فلاسفة النظام ومتكلموه،
ومنظروه وراصفو أدبياته
وشراحها ليقولوا: لقد انتصرنا
لأننا بقينا، وضياع بضعة أمتار
من الأرض لا يعني أبداً هزيمة!!
في الحديث عن الإنجاز الأول في
مخاض السبع العجاف يستحضر منطق
العاشر من حزيران 1967 ليوازي
الإنجاز بالانجاز، والانتصار
بالانتصار.
فبعد دراسات وتمحيص وموازنات،
وتحليل لنقاط القوة ونقاط
الضعف، والحصيلة والحصاد، يكاد
يجمع المحللون والدارسون على أن
عبقرية بشار الأسد تجسدت فقط في
قدرته على البقاء. وعلى أن بقاءه
هذه السبع الطوال هو الإنجاز
الأول الذي يمكن أن يحتسب له في
تاريخ رئاسته (القصير الطويل!!)
لا نسوق هذه الحقيقة للنكتة،
ولا للسخرية من الواقع المرير
الذي نعيش، وإنما نسوقها كنتيجة
لحلقات دراسية حقيقية قام بها
العديد من الدارسين. نجاح بشار
الأسد هذا يتوقع له هؤلاء
الدارسون، بالرجوع إلى سجله
الطبي، وتاريخه العائلة الصحي
نصف قرن آخر وعلى هذا الأساس
توضع الخطط المستقبلية لسورية
وترسم لها طرق المسير.
البرنامج الانتخابي لبشار
الأسد في السنوات السبع القادمة
يافطة مكتوبة على وجهين
تتصدرهما كلمة أنا. على الوجه
الموازي للمواطن السوري يكتب
بشار الأسد: أنا باقي، دون أن
يستأذن سيبويه. وعلى الوجه
الآخر يكتب للعالمين (أنا الحل).
ويبدو أن عبارة (أنا الحل) تحظى
بتأمين وتأييد مطلقين، دولي
وإقليمي. فلا أحد يعترض على هذا
الحل، ولا أحد يتصور حلاً
لمشكلات المنطقة أسهل منه وأهون.
وأما على البرنامج الآخر،
برنامج الحفاظ على البقاء، فهو
الذي استنزف من بشار الأسد خلال
السبع الماضيات كل جهده
وإمكاناته وعبقريته، وهو الذي
يستنزف في السنوات القادمات
أيضاً، أو في الأربعين عاماً
القادمة، ما تبقى لديه من
جهد وإمكانات وعبقرية.
وهنا يتساءل المحللون
والمتابعون: هل جهد بشار
وإمكاناته محدودة إلى هذا
المقدار بحيث يغرقها أو
يستغرقها بشبر ماء من قوى
معارضة لا تجد حيثما تحركت إلا
التضييق والإعاقة والإحاطة.
فالمعارضة السورية، كما يحلل
هؤلاء المحللون أضعف من أن تهدد
نظام، أو أن تنال من رئيس يطلق
العالم أجمع يده لتمزيق أديم
شعبه، وسلب خيرات بلده. لا أحد
في دول العالم على اختلاف
المذاهب والمشارب والملل
والنحل والأهواء يأسى في سورية
على عربي أو على كردي ولا على
مسلم أو مسيحي، لا أحد يبالي
بالديني ولا بالعلماني.
القانون 49 والمحكومون به وعلى
رأسهم ابن السبعين المهندس عبد
الستار قطان إلى جانب عارف
دليلة وأنور البني وكمال
اللبواني وميشيل كيلو
والقاطنون في المقابر الجماعية
التي تضم عشرات الألوف من
المواطنين؛ كل هذا يعتبر بعض
ضرورات النظام لتحقيق نصاب
البقاء في معركة يجمع عرب
العالم وعجمه على مساندته فيه.
لا خطر على بشار الأسد من هذه
المعارضة المطوقة والمكبلة،
يقول الممسكون بخيوط اللعبة،
المتحكمون في مصائر الشعوب.. مم
تخافون على صاحبكم إذاً؟ ولم
أنتم وهو قلقون؟!
يقولون: أما نحن فنخاف عليه من
نفسه، من سياساته التي لا ندري
إلى أين يمكن أن تمضي به في ساعة
مثل تلك الساعة التي نادى فيها
على أنصاف الرجال.
وأما هو.. فيخاف من لا شيء. نعم
من لا شيء، ولذلك يبقى إنجازه لا
شيء.
ويبقى لشعب سورية في تحليل أسباب
خوف الرئيس رؤية أخرى .أسباب لا
تخفيها الأكف الصغيرة لا
للطالب ولا للمطلوب.
---------------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
15/04/2007
|