ساركوزي
والمسؤولية
الفرنسية
زهير
سالم*
تعتقد الكثرة الكاثرة من أبناء
الشعب السوري أن المعاناة التي
ما زالت تعيشها منذ عهد
الاستقلال ، والتي تكرست في
صورتها المقيتة منذ الثامن من
آذار 1963 م وحتى اليوم هي امتداد
غير مباشر لمرحلة الاستعمار
الفرنسي التي بدأت مع سايكس
بيكو وإنذار الجنرال غورو وما
تبعه من محاولات السيطرة
والاستيلاء ومن ثم تزييف
الإرادة ، للسيطرة على شعب كان
شديد الإباء .
لقد كان (حزب الطوائف) كما أطلق
عليه أمينه العام منيف الرزاز،
فيما بعد ، فكرة فرنسية بامتياز
. بل كانت مشروعاً فرنسياً
انطلقت مع شخصين عائدين من
فرنسه لتتطور عبر حقبة من
الاستبداد والمقابر الجماعية
ومصادرة كل أشكال الحرية
الفكرية والسياسية إلى مجسم
الجمهورية الديمقراطية الشعبية
وعمليات الاستفتاء ماركة
الثلاث تسعات
.
بالأمس كرس (ساركوزي) رئيسياً
للجمهورية الفرنسية
بأغلبية 53% من الأصوات مواطنيه ،
ووقف يوجه رسائل عهده الجديد
إلى كل من يظنهم معنيين بدور
فرنسه في سياستيها الخارجية .
مع
ضرورة الإشادة بسياسة فرنسة
المتميزة تجاه القضية
الفلسطينية، والتي أسس لها
الجنرال ديغول منذ 1967 . إلا أن
الشعب السوري يدرك تماماً أن
فرنسة التي عانت كثيراً من قسوة
النازية ، والتي استطاعت أن
تنتزع حريتها عبر نضال مرير ضد
حكومة فيشي . تحالفت مع فيشي
سورية طوال عقود ، وقدمت له كل
أشكال الدعم ، وغطت على الكثير
من جرائمه وجرائره .
عندما كان حافظ الأسد ينفذ أقسى
مجازره ضد اللبنانيين
والفلسطينيين والسوريين في عقد
الثمانينيات وقف جاك شيراك
الرئيس الفرنسي الآفل ، وكان
وقتها وزيراً للخارجية ، ينبه
نظراءه الأوربيين إلى ضرورة غض
النظر عن ممارسات الرئيس السوري
المتعلقة باغتيال الدبلوماسيين
أو اختطاف الطائرات ليؤكد على
ضرورة تثمين الدور الأولي لهذا
القائد الذي خضد شوكة الأصولية
في بلاد الشام !!
و كانت فرنسة واحدة من الدول
التي باركت عملية توريث السلطة
في سورية وقدمت كل ما تستطيع من
دعم لكي لا يفلت الزمام من يد
نظام الإبادة والاستئصال ..
حديث (ساركوزي) الرئيس الجديد عن منظومة البحر
الأبيض المتوسط لا يشي بأن
الرجل يدرك مسؤولية بلده جيدا ،
كان في حديثه لمن تمعن في مراميه
لغة استعلاء ، ولغة تهديد و وعيد
.
نتمنى لفرنسة بلد الحرية
والنور أن تمتلك القدرة الحقيقة
على الانخلاع من الإرث
الاستعماري ، ومن الموقف
الاستعلائي ، وأن تعود إلى معدن
الإنسان ، وحريته وكرامته ..
ننتظر من ساركوزي أن يعيد تقويم
موقف فرنسة من الشعوب ، ومن
المنظومات الحضارية قبل أن يفعل
ذلك على صعيد الدول والمصالح
والارتباطات وفي غير هذا السياق
فمن حقنا أن نقول إن الأيام دول
، ونحن أيضاً كان عندنا دار
اسمها دار ابن لقمان.
---------------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
08/05/2007
تعليقات
القراء |
عماد
الشامي
جزاكم
الله خيرا
لا
نتوقع شيئا إيجابيا خارج
نطاق المصلحة الفرنسية لكن
لا بد من طرق الابواب حتى ولو
لم نجد جوابا
لعل
من المهم أن يتم توجيه هكذا
رسائل إلى أصحابها بشكل
مباشر على عناوينهم أو
عناوين سفاراتهم وبلغتهم
الأم كما قد يكون من الأفضل
التنسيق مع جهات أخرى بحيث
يتم إرسال رسائل من أكثر من
جهة وبتفصيل أكثر سواء
تذكيرا بالماضي أو تصويبا
بشأن المستقبل
-------------------
شهاب
الدين
والله
الدنيا مصالح وليست مبادئ
هذه الايام فاذا وجد ساركوزي
مصلحته في الوقوف مع النظام
السوري فانه لن يتوقف لحظة
عن مد يد العون بل وجسور
العون لها... واذا وجد غير ذلك
وهو ما أشك فيه فانه سيتجه
نحو ما تمليه عليه مصلحة
فرنسا العليا وليس مصلحة
سوريا أو غير سوريا ...
|
|