عزل
سورية
الهدف
الاستراتيجي
زهير
سالم*
كان (عزل سورية) الوطن
والإنسان عن قضايا الأمة ،
وبالأخص القضية الفلسطينية
،مطلباً استراتيجياً حيوياً
لحماية الكيان الصهيوني وتثبيت
وجوده واستقراره.
ومع الإقرار بالوزن العملي
الذي يمثله الأشقاء في مصر
بشرياً وتعبوياً في معادلة
الصراع، فقد كان من المقدر
للشعب السوري أن يلعب دوراً
بارزاً في إدارة هذا الصراع ضد
الأعداء المتربصين بالأمة أو
المحتلين لأرضها ، وفي توظيف
الطاقات الوطنية ، واستنهاض
الهمة القومية والإسلامية
لخدمة المشروع الأساس ، مشروع
التحرر الذي يعتبر المدخل الأول
لمشروع التنمية والبناء.
ومنذ الخمسينات يوم كان عدد
سكان سورية لا يتجاوز الملايين
الأربعة مثلتهم التايم
الأمريكية بأربعة قرود على
أكتاف عبد الناصر ملاحظة مفارقة
حيوية في هذه الملايين الأربعة
ونشاطها وقدراتها غير العادية ..
كان
المخططون الاستراتيجيون يدركون
أن هذه الملايين الأربعة ستصبح
خلال نصف قرن عشرين مليوناً
وبالتالي فإنه يجب المبادرة إلى
مصادرة قدراتها وشل طاقاتها
وممارسة عزل عملي لها عن أي نشاط
سياسي قد يحرك المنطقة، ويقود
جماهيرها في غير الاتجاه
المطلوب..
وهكذا كان الثامن من آذار
البداية الأولية لعملية العزل
التي استحكمت حلقاتها وتم
إغلاقها بإحكام منذ 14\11\1970 أي
باستيلاء حافظ الأسد على السلطة
وتحويل سورية عملياً إلى (مقبرة
للصمت) على كل المستويات،
وتحويل جيشها البطل إلى حرس
للحدود ، وجنوده إلى عمال مزارع..!!
بالقتل والاعتقال والتشريد
والعسف والقهر، وحل الأحزاب،
وإغلاق الصحف ومصادرة جميع
أشكال التعبير الفكري
أوالسياسي تم عزل سورية، ( الوطن
والإنسان ) و إخراجها من مسيرة
التحرر والتحريروالتنمية،
ليؤول أمرها إلى لاعبي الأوراق
الذين لا هم لهم إلا إشعال
الحرائق، وزرع الفتن والخوف
والكراهية لاستثمار كل ذلك في
إطار تعزيز التسلط وتمكين
الاستبداد.
ونسي
الذين نفذوا هذا العزل بكل
جبروت وقسوة ( أنهم سوريون!!)
وأنهم لن يستطيعوا أن يخرجوا من
جلدهم، وأن ذلك لن ينفعهم حتى لو
فعلوه. واليوم إذ يجيء الدور
عليهم لتلتف حول أعناقهم حبال
المكر التي نسجوها شرانق حصار
حول وطنهم وشعبهم، ما يزالون
يأملون ... وما يزالون يحاولون
متلهفين يطرقون الأبواب،
ويقعدون بكل سبيل استجلاباً
للرضى أو تطلعاً إلى دور جديد!!
هذا بينما يمضي شعبنا بكل
قواه إلى غايته، ليفك إساره،
وليخرج من عزلته، وليفرض نفسه
على الساحة الوطنية حرا موحداً
، وعلى الساحة الإقليمية فاعلاً
إيجابياً قويا محباً للسلام
متمسكاً بالثوابت في أطرها
العربية والإسلامية، حامل
رسالة حضارية مجيدة..
يمضي شعبنا بقواه الحية نحو
الهدف لكسر العزلة التي فرضت
عليه ليعود للوطن ألقه ولتشرق
شمس الوحدة الوطنية على المجتمع.
---------------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
03/07/2007
تعليقات
القراء |
فيصل
الصهاينة
والامريكان صحيح نجحوا في
عزل سورية و تعذيب وقتل
القوى الحية من خلال وكيلهم
الاشد صهيونية من الصهيونية
حافظ اسد وتاليا صغيره ،
لكنهم اصطدموا بالقوى الحية
الشاملة وامتداداتها في كل
المنطقة العربية كالعراق
حيث مقاومتها الراشدة
العظيمة وفلسطين وحركتها
الشامخة حماس بالاضافة الى
تيارات وقوى الاصلاح
الصادقة في بقية الدول
العربية والاسلامية . وشكرا
لمركز الشرق .
------------------
عارف
عبد العظيم
أحسنت
والله هذه المرة في إصابتك
للغاية وللتحليل المنصف
للغاية أيضا.
تقييد
الحراك السياسي كان غاية في
حد ذاته للحركة التصحيرية
للشعب السوري كي يتصحر
سياسيا بحيث يكفر بكل ما يمت
للسياسة بصلة، هكذا فعل اسد
ومن جاء به ومن سانده ومن
امتدت اصابعه لتمويت اي تحرك
شعبي حر في سورية الا ما يشير
الى القائد الرائد الواحد ...
والى الابد وما يزالون
يقولونها ( كأنهم حمر
مستنفرة فرت من قسورة) ولقد
اصحبت عظامه- اي الاب اسد-
مكاحل كما نقول نحن السوريين
ومايزالون يرددون ( بغباء او
بغيره) الى الابد الى الابد،
على ان احد المشايخ الذين
عادوا الى سورية بعد طول
غياب وبعد ترتيب مع الاجهزة
الامنية ومع كل ما كان يحرضه
في جلساته العلنية والمغلقة
ومع ماكان يقوله حول اسد
وعائلته وزمرته ، فإن هذا
الشيخ قال حين رحيل الاب اسد
الى ديار الاخرة - وكان
مايزال خارج سورية - انه رحل
الى دار الحساب حيث الرحمة
لمن رحم في الارض بين الناس
والعباد والنقمة لمن اتى
الله بقلب غير سليم...وكم كم
من النفوس والرقاب والاموال
والاعراض وكم كم من
الممتلكات والامانات ...الخ
الخ كلها ضاعت سدى في غير
محلها وكان الاب اسد ومن معه
من معاونيه الاحياء منهم
والاموات كلهم معلق بما كسبت
يداه ( راجع طلاس وما كتبه في
كتبه).
الايام
تدور وكل يسطر فيها مايحلو
له ولو دامت لغيرهم ما وصلت
اليهم..فأين من يتعظ
علما بأن السياسة هي فن
الاتعاظ على احد الاراء.
------------------
نادية
جمال الدين
اقرأ
كل ما يكتبه الأستاذ زهير
ولا اختلف معه في كثير ما
يكتبه ولكن أجده احيانا
يستعمل بعض العبارات
الدبلوماسية التي تجعل من
المجرم يظن بنفسه انه كما
يصفه الأستاذ زهير
بدبلوماسيته المهذبة لقد
وصف الذين يجرمون بحق الشعب
السوري انهم سوريون وهذه
اساءة للسوريين .. المجرم
عندما يرتكب جريمته تنزع منه
كل المواصفات الحسنة فإذا
تاب عادت إليه الصفة كالزاني
حين يزني ينزع منه الإيمان (لا
يزني الزاني حين يزني وهو
مؤمن)
------------------
احمد
الشيشكلي
ساحكي
هذه القصة التي عايشتها عن
قرب والتي تدل على ان حافظ
اسد قد حول سوريا ليس الى
مزرعة متخلفة كالقرداحة بل
الى غابة ياكل فيها القوي
الضعيف وهذا الجيش البطل كما
يذكر الكاتب تحول الى مؤسسة
للسرقة والنهب على يد
الطائفيين الذين لاهم لهم
سوى جمع المال بطرق غير
مشروعة واليكم القصة: كان لي
قريب يخدم
كمجند اجباري في العاصمة
دمشق وكان يتيما فقيرا
وساذجا لم يتجاوز عمره
العشرين عاما وكان كلما نزل
اجازة تعطيه امه حوالى 500
ليرة مصروف مع انه يحتاج
اضعاف هذا المبلغ ولكن
حالتهم لاتسمح باكثر من ذلك
حتى الان القصة عادية ولكن
الغير عادي ان الضابط قائد
الكتيبة او الرئيس المباشر
له لا ادري بالضبط وكان
برتبة مقدم كان كلما عاد من
اجازته اخذ منه كل ما معه
وبما ان الخوف والارهاب هو
قانون هذا الجيش فكان هذا
الشاب يصمت بحزن وفي احدى
المرات اخبر والدته بما يحصل
معه فقالت له قل لذلك الضابط
ان أمي لم تعطيني شئ وخبئ
النقود في فردة جراباتك
وبالفعل فعل ذلك ولكن ماذا
تتوقعون فعل ذلك الضابط
العلوي ادخله الى داخل
الغرفة وجعله يخلع كل ملابسه
ثم وجد النقود في جراباته
فاخذها والى اللقاء في قصص
أفظع عن هذا الجيش وقائده
الطائفي الكبير حافظ اسد
|
|