كوسران
في دمشق
عندما
يرتعد القادة الأوروبيون خوفاً
فإنهم
يقرون بالعذر للشعب السوري
زهير
سالم*
في كثير من المناسبات ينحى
السياسيون وقادة المجتمع
المدني في أطر شتى باللائمة على
الشعب السوري في رضوخه أو سكوته
عن مأساته، وتطامنه للظالم الذي
تجاوز كل الحدود في ظلمه وبغيه.
يقول المتكئ على أريكته أو على
المايك الذي يتحدث به عبر
فضائية عربية أو أعجمية
: إن شعبا غير قادر على
استخلاص حريته لايستحقها !!
ينسى هؤلاء أو يتناسون أن
الذين أسسوا لهذه الأنظمة
القمعية بالغة المتانة بالغة
القسوة وبنوها ودعموها قد
أمعنوا في المكر والبغي حتى
جعلوها كقواعدهم العسكرية
ومحطاتهم النووية لا تفجر حتى
تنفجر على كل من يليها..
إن الدعم الذي تلقاه هذه
الأنظمة ، وما زالت ، قادرة من
أجل حماية مصالحها الذاتية على
التمرد أحيانا حتى على أولئك
الذين أسسوها ورعوها وحموها
وربما ما يزالون،هؤلاء الذين
بتنا نراهم هذه الأيام يرتعدون
خوفاً أمامها..
بزيارة (جان كلود كوسران)
لدمشق ، سيكون النظام السوري قد
حقق هدفه الأول من اجتماع (سان
كلو) . فمنذ أن أمر النظام السوري
حلفاءه في لبنان بالمشاركة في
هذا اللقاء، على الرغم من
الاتهامات المباشرة التي وجهت
إلى بعضهم، كان
يهدف إحداث هذا الاختراق في
السياسة الفرنسية، وتحدي
الإدارة الفرنسية والنظام
الفرنسي بأكمله، وإثبات أن موقف
( جاك
شيراك ) كان منذ البداية، موقفاً
شخصياً يخلو من أي بعد سياسي،
وإنما هو نوع من الانتصار
لشريكة التجاري (رفيق الحريري)
جرجر إليها الدولة الفرنسية
بأكملها وبالطبع جاء ساركوزي
وزير خارجيته الجديد السيد (برنار
كوشنير) ليؤكدا هذا التفسير
السوري.
لن يسفر ااجتماع (سان كلود)
عن أي نتيجة إيجابية على الصعيد
اللبناني، ولنا أن نراهن على
ذلك الأدمغة الكبيرة التي تصنع
السياسة في قصر الأليزية..كل
الذي حصل أن الذين دعوا إلى
المؤتمر وأشرفوا عليه ونظموه قد
ابتلعوا الطعم وجعلوا دولة مثل
فرنسة أسيرة خيط صياد بارع..
العالمون ببواطن الأمور
أكثر يقولون بأن زيارة السيد (جان
كلود كوسران) ليست تعبيراً عن
صراعات داخلية بين إدارة آفلة
وأخرى صاعدة في قصر الأليزية،
وليست محاولة استعراضية من رئيس
الجمهورية لإثبات الذات
والتميز والاستقلالية فقط ؛
وإنما هي في حقيقتها طلب لمنديل
الأمان للجنود
الفرنسيين الذين يتحركون على
أرض لبنان.. لقد كانت الرسالة
التي أرسلت عبر استهداف جنود
اليونيفيل والتي راح ضحيتها عدد
من الجنود الاسبان واضحة، وقد
وصلت إلى أصحابها الذين قرؤوها
قبل أن ترسل.
فلقد بدأت رسائل (المهادنة)
و (خطب الود) و(الاستلطاف)
والتعبير عن النوايا الحسنة تصل
إلى دمشق حتى قبل وصول هذه
القوات ؛ ولقد رأينا قادة
أوروبيين كباراً مثل ميركل
وخوسيه ماريا وسولانا يرتعدون
فرقاً أمام القاتل
قبل أن
يرتعد ساكوزي ووزير خارجيته
برنار كوشنير..
(كوسران) في دمشق. وساكوزي
يطلب الأمان لجنوده على أرض
لبنان، وهذا هو المهم الأول،
وربما الأخير أيضاً.
ساركوزي لن يتعرض لأي ضغوط
فرنسية داخلية لو قتل كل زعماء
لبنان وكل نواب لبنان وكل صحفيي
لبنان لأن شعبه
انتخبه لحماية الفرنسيين وليس
لحماية اللبنانيين..
ودماء الحريري وجورج حاوي
وسمير قصير وجبران تويني ووليد
عيدوهي حق في رقاب أولياء الدم
كما نقول في ثقافتنا وليست
حقاً في أعناق الفرنسيين ولا
الأمريكان ولا الطليان..
لأن لهؤلاء جميعا قضاياهم
وأولوياتهم التي يجادلون عنها..هذه
الحقيقة نعيد تقريرها لترسخ في
أذهان المعارضة اللبنانية التي
تبدو حتى الآن لا تعرف موطئ
قدميها..
---------------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
21/07/2007
تعليقات
القراء |
stephen
وجهة
نظر لصاحبها كما قرأ الحدث
فلربما اصاب ولربما جانب.
في
التحركات السياسية دائما
هناك مصالح يراد تحقيقها
للوصول الى الهدف المرحلي
المخطط له وذلك كخطوة الى
الامام لتلمس افضل الطرق
لتحقيق خطة الاستراتيجية
واهدافها.
وفرنسا
بالذات اكبر واكثر وعيا مما
رميت له وليس ذلك لنزاهتها
مثلا بل لان خطوة كهذه انما
هي اشارة الى ان قطع الكلام
لن يفيد في الحوار ولن يحقق
المراد.
المخططين
للنظام السوريين واعيين
سياسيا وناضجين في
تعاملاتهم مع الدول
وتحركاتها.
بالطول
بالعرض بالبلطجة.. المهم ان
يبقوا.
المهم
والاهم ماذا تفعل المعارضة
السورية وكيف ستفعل...ربما
تحاول جاهدة والامور
بخواتيمها.
-----------------
مواطن
سوري
وهل
هذا النظام (البلطجي) حتى
تجاه أسياده تكفي لتغييره
نداءات المطالبة بالتغيير ؟
ولكنه الخوف كما ورد في
المقال من أنه (لاينفجر حتى
ينفجر إلى كل ما يليه).
والخشية من أن تغدو بلاد
الشام كبلاد الرافدين .
-----------------
محمد
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
لقد
فهت من المقال مايلي:
1-كل
دولة تدافع عن مصالحها,
فالأوربيون يخطبون ود
النظام السوري من أجل حماية
جنودهم ومصالحهم وهذا حقهم
2-
والنظام السوري يلعب بمهارة
مع الأوربيين ليحمي نفسه
ويؤمن مصالحه, ما العيب في
ذلك ؟
3-
من أراد أن يحمي نفسه ويؤمن
مصالح شعبه ويتصدى للدفاع
عنها , فليتفضل ويدخل اللعبة
ويلعبها صح حتى يحقق أهدافه
التي يرمي إليها
من
لايستطيع اللعب في هذا
الميدان فلا يلومن إلا نفسه
ولا يلوم الطليان!!
وشكرا
|
|