ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 23/07/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأتراك قالوا نعم للتجربة

زهير سالم*

تتضارب آراء المحللين والمراقبين في اقتناص العوامل الأساسية للنجاح المتقدم الذي كرسته الانتخابات التركية الأخيرة.البعض يعزو النجاح إلى الخلفية الإسلامية التي يتحرك على أساسها حزب العدالة والتنمية منطلقا، ويلتزم بها قادته سلوكاً ومنهج حياة على الصعيد الفردي.. يقول هؤلاء بأن الناخب التركي قال نعم للإسلام، ولا للعلمانية!! مع أن قادة حزب العدالة يكررون دائماً أنهم لم ولن يكونوا أبداً ضد العلمانية!! لا بد أن لأردوغان وعبدالله غول فهمهم الخاص للعلمانية الذي يجعلها حالة مقبولة عند هذا القطاع الجماهيري الواسع من الأتراك بعد أن عجز دعاة العلمانية (اللادينيون) عن تسويقها في أي بلد عربي أو إسلامي  !!

والبعض يعزو النصر المبين إلى النجاح الذي أحرزته حكومة حزب العدالة والتنمية على الصعيد الاقتصادي ، ويكررون بأن الإنسان التركي قال نعم: لرغيف الخبز الذي سهل حزب العدالة والتنمية الحصول عليه، ولا يخفى أن مثل هذا الكلام لا يخلو من دلالة حقيقية ومصداقية، ولكنه بالتأكيد لا يغطي نصراً بحجم النصر الذي أحرزه الحزب. لقد أثبتت تجربة حكومة حزب العدالة أن بلداننا ليست فقيرة إلى عمق الفقر الذي يعيشه إنساننا وحد الكدح الذي يكدحه ، من أجل الحصول على الرغيفٍ ، وأنه بمجرد أن تتولى الأيد ي النظيفة المتوضئة إدارة الموارد الاقتصادية، و وضع الدرهم الأبيض في محل الحاجة الأسود تكون الثمار التي إن لم تحقق الرفاه واليسار فإنها تجفف ينابيع الحاجة والافتقار..

ويقول فريق ثالث لقد كان لإدارة حكومة العدالة والتنمية لسياسات تركية الخارجية، ولا سيما فيما يتعلق بموضوع (الاتحاد الأوروبي) وقدرة هذه الحكومة على إبقاء الكرة دائماً في ملعب الأوربيين. وإحراجهم أمام أنفسهم وٍأمام التزامهم بمعاييرهم ومبادئهم وأمام شعوبهم والرأي العام، دور مهم في تحقيق النصر الذي أحرزه الحزب بشكل خاص.. رأي لا يخلو من ووجاهة ودقة.

في الحقيقة فإنه ليس من السهل استقصاء أسباب النجاح بدقة في تجربة حزب العدالة والتنمية في تركية. الأتراك قالوا نعم انحيازاً عاطفياً وعقائدياً أولياً للهوية الإسلامية المتجذرة في نفوس الأتراك كما هي في نفوس جميع الشعوب الإسلامية. وقالوا نعم لإدارة اقتصادية ناجحة تسهل على الناس سبل العيش المر وتذلل الصعاب أمام الجماهير الأقل حظاً. قالوا نعم لموقف قومي عبر عن السيادة في أكثر من موطن كان واحداً منها أن حكومة العدالة  قالت : لن تكون تركية معبراً للغزاة إلى العراق، وبطريقة لم تحمل الأتراك أي عبء ومسئولية، وأن حكومة العدالة لعبت اللعبة مع القبارصة اليونان بطريقة ألقت فيها البهت على العدوانيين، وأن حكومة العدالة والبناء عرفت كيف تبني علاقاتها مع العالم العربي والإسلامي، ومع دول الاتحاد الأوربي، وعرفت كيف تناور مع الاتحاد الأوربي وهي تعلم أن قراراً مسبقاً قد اتخذ للحيلولة دون التحاق تركية بهذا الاتحاد.

نقول هنيئاً للشعب التركي خياره، وهنيئاً لحزب العدالة والتنمية حسن تأتيه، ولطف مداخلة ومخارجه ... متمنين لتركية في الجولة القادمة أداءً أرقى وإنجازاً أعظم نتمنى أن تكون حكومة العدالة والتنمية القادمة قادرة على إشعار الأشقاء الأكراد في تركية بمكانتهمٍ، وبدورهم قادرة على منحهم حقوقهم وامتصاص كل عوامل النقمة، وإلغاء كافة حالات التجاوز لعزل جميع عناصر الفتنة ودعاتها.. نتمنى أن يكون لدى حكومة العدالة والتنمية القادمة التفاتة أبلغ إلى مكانة تركية التاريخية، في صراع إقليمي لن تتوازن عناصره إلا بأن تحتل تركية مكانتها التاريخية في مواجهة تحديات الاستبداد وتحديات الفساد وتحديات البغي وتحديات العدوان.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

23/07/2007


تعليقات القراء

 

د.جمال حضري

عموما يمكن رد هذه النتيجة إلى عنصرين كما ذكرتم في التحليل عنصر الهوية الذي يتم استدعاؤه فطريا عند المحطات الحاسمة خاصة في أجواء الصراع والتحدي والشعور بالاستضعاف كما حصل في إفشال ترشيح غول للرئاسة والثاني عنصر الاقتصاد وهو العنصر الواقعي الذي استجابت له استراتيجية الحزب ولم تغفله وهذه رسالة مهمة للحركات الإسلامية وأحزابها في بناء برامجها بشكل واقعي، ما أريد الإشارة إليه ولم يتضمنه تحليلكم هو علاقة الحكومة مع الكيان الغاصب، طبعا هي وريثة لهذه العلاقة وليست منشئة لها ولكن المطلوب هو استثمارها في خدمة عدالة قضية الشعب الفلسطيني، وعموما فإن الثقل الديمقراطي والاقتصادي لتركيا ولحكومتها بعد هذا النجاح هو الاتجاه صوب تعديل ميزان القوة في محيطها العربي خاصة رغم صعوبة العمل بالنظر إلى الدور الأمريكي ولكن هذا هو المأمول في ظل هذا التقدم الواضح للمكانة التركية إقليميا .. وشكرا لكم

-------------------

كابوري

مقال جيد جزاك الله خيرا

-------------------

هاني فؤاد

التحليل يحتاج إلى عمق أكثر من ذلك ولن يتأتى هذا العمق إلا من خلال دراسة على الأرض وليس من خلال التحليل عن بعد

-------------------

لؤي

رغم المأخذ على السياسة التركية تجاه بعض القضايا المهمة مثل العلاقة المفروضة عليهم مع الكيان الصهيوني والتي يحرص عليها عسكر تركيا وتماشي حكومة اردوغان فيها الا ان تركيا تبقى بشكل عام اقل قمعا واستبدادا من انظمة الزعرنة العربية كالنظام الخبيث في سورية 

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ