حتى
لا تذهب دعوة السيد حسين فضل
الله
مع
الريح
زهير سالم*
دعوة السيد حسين فضل الله إلى
الحوار الإسلامي – الإسلامي
لوضع حد لأشكال البغي المذهبي
من أطرافه المتبادلة، دعوة إلى
الخير و الرشد . وهي دعوة لا
تستغرب من مثل السيد حسين فضل
الله لما عرف عنه، من بعد نظر
وحكمة وسعة أفق واستقلال رأي،
وحرص على مصالح الأمة في إطارها
العام (أهل القبلة) الذين يشهدون
أن لا إله إلا الله وأن محمداً
رسول الله.
وقد سبق دعوة السيد حسين فضل
الله دعوات ، من حيث الشكل ،
وعقدت في سبيل الهدف الذي يتحرك
السيد من أجله لقاءات ومؤتمرات
وندوات ، ولكن كل ذلك ذهب مع
الريح . وكانت تلك الدعوات كالزبد
يغطي سيل (الكراهية) المتبادلة
أحياناً ، والمدعوم والمعزز
بقوى مركزية ، وقنوات إعلامية ،
وقلوب قاسية ، وأيد متوحشة ،
فضاعت كل المناشدات ، والخطابات
والمجاملات ، وكان الباقي على
الأرض ، ليس ، ما ينفع الناس ، بل
بقي لهذه الأمة شلالات الدماء
والمزيد المزيد من أناشيد يوم (بعاث).
و دعوة الخير يطلقها السيد حسين
فضل الله تحية ينبغي أن ترد
بأحسن منها في الرغبة العامة
للم الشعث وتوحيد الكلمة ، وقطع
الطريق على الذين راهنوا ،
ونجحوا حتى الآن ، على شق صف
الأمة وضرب أبنائها بعضهم ببعض
، تحقيقاً لأهداف لا تخفى على
عاقل ينظر في سير الأحداث ،
ويتدبر العواقب.
وحتى لا تكون دعوة السيد حسين
مثل الدعوات التي سبقتها ، تبدأ
بلقاء وتنتهي بمهرجان أو وثيقة
أو فتوى ؛ لا بد أن تأخذ هذه
الدعوة طريقها إلى النجاح
لتحقيق الهدف المطلوب.
إن كتابة (الصحيفة) الوثيقة
تذكرنا باليوم الذي نقض فيه بعض
أولي الفضل في قريش صحيفتها
القاطعة الظالمة .. يوم قال
أحدهم للآخر ابغنا ثالثاً ،
ابغنا رابعاً، ابغنا خامساً.وإن
موقع السيد حسين فضل الله يخوله
أن يسير على نفس الطريق. إن
تحقيق الهدف الأسمى في حقن دماء
أبناء الأمة ، وتضميد جراحها
،والتوكيد على وحدتها ، لا يمكن
أن يتم بلقاء عارض عابر، أو
بمجموعة من الخطب والبيانات
يتبارى أصحابها في تدبيجها، لا
بد لمثل هذه الأهداف العظيمة من
قادة من أولي العزم يتحركون في
جهد غير ملول ، جهد يومي تقوم
عليه لجان متابعة لمصادرة أسباب
القطيعة ، ونفي أسبابها وتوطيد
عوامل الحب والوحدة والتأكيد
على حقائقها.
ولابد في الطريق إلى تحقيق هذه
الأهداف من توسيع دائرة
المناصرين والمؤيدين، وكف أيدي
دعاة الفتنة وألسنتهم حيثما
كانوا وأينما تحركوا.
ثم إن الاستجابة العملية
الفاعلة لدعوة السيد حسين فضل
الله، لا يمكن أن تتم بالتلقائية
العفوية الانفعالية.. إنه لابد
أن تشفع هذه الدعوة وتعزز
بالمواقف والسياسات المسبقة ،
وهي مواقف مطلوبة من كل الفرقاء
الذين يعلنون استجابتهم أو
قناعتهم بهذه الدعوة.
ليس صحيحاً أن المسلم السني لا
يعرف مسبقا ما يزعج المسلم
الشيعي ، وما يدعوه إلى النفور
أو يزيد من وحر
صدره. وليس صحيحاً أن المسلم
الشيعي لا يعرف مسبقا لحن القول
الذي ينفث ريح الفرقة والكراهية
و النقمة في وجه المسلم السني.
قادة الرأي من العقلاء
والحكماء من الفريقين يعرف كل
فريق منهما ما يزعج الآخر، وما
يثير حفيظته ونقمته.
ولا بد قبل الدعوة إلى أي حوار
أو لقاء أن يلبس المشاركون فيه
الثوب الذي يليق به ، أن يقدموا
بين يدي اللقاء مواقف ايجابية
أحادية الجانب تعبر عن حسن
النية، والرغبة الصادقة في
الذهاب إلى عملية الصهر حتى
النهاية.
لدى أهل السنة وحدات للرأي
والقرار ، و لهم قواعدهم
البشرية التي تضطرب بين طنجة
وجاكرتا .. ولدى الشيعة
المرجعيات النافذة الضابطة
للساحة، والمسؤولة عنها التي
تفرد أجنحتها على جماهير الشيعة
في كل من إيران والعراق ولبنان ،
(مرجعيات) تستطيع لو اقتنعت
بدعوة الشيخ حسين فضل الله أن
تنغمس مباشرة في الاستدراك
والبناء.
مرة أخرى دعوة الخير التي
أطلقها السيد حسين فضل الله
تستحق ما هو أكثر من الإشادة
والتقدير، تستحق استجابة عملية
بنيات صادقة، وقلوب مفتوحة،
وإيمان بحقيقة الأخوة، وإدراك
لما يراد بالمسلمين.
---------------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
14/08/2007
تعليقات
القراء |
عارف
عبد العظيم
لو
ناديت لأسمعت حيا ولكن لا
حياة لمن تنادي.
إن
الله طيب لا يقبل إلا طيبا.
إن
الله لا يغفر أن يُشرك به
ويغفر مادون ذلك لمن يشاء.
إذ
هما في الغار إذ يقول لصاحبة
لا تحزن إن الله معنا فانزل
الله سكينته عليه وأيده
بجنود لم تروها.
لو
سلك عمر فجا لسلك الشيطان
فجا غيره.
ألا
استحي من رجل تستحي الملائكة
منه.
لأعطين
الراية غداً لرجل يحبه الله
ورسوله.
كتاب
لا يأتيه الباطل من بين يده
ولا من خلفه.
محمد
رسول الله والذين آمنوا معه
أشداء على الكفار رحماء
بينهم.
أمثال
هذه القواعد حين يتم الاتفاق
عليها من قبل ما ومن ذكرت قبل
أن يكون هناك اي اجتماع
فلربما ستكون هناك بداية ما
لسبيل ما لمستقبل ما مع
العلم أن التقية سبيل القوم
من أيام انتقال الرسول إلى
الرفيق الأعلى.
والله
هو الهادي وهو ولي التوفيق.
|
|