لتسقط
دولة بني صهيون
لتسقط
الذريعة
زهير
سالم*
كان قيام دولة بني صهيون بين
ظهرانينا شراً كله. وإذا كان
القرآن الكريم قد قال عن الخمر
والميسر (فيهما إثم كبير ومنافع
للناس..) لينبهنا دائماً إلى
ضرورة النظر إلى الأمور من أكثر
من زاوية فإننا كلما تأملنا في
انعكاسات قيام دولة بني صهيون
على حيواتنا وجدنا الشر متجسداً
في هذه الدولة التي نستطيع أن
نزعم أنها كانت بالنسبة إلى
عالمنا وجيلنا بل وأجيالنا
المعاصرة أصل الشر ومعدنه.
أحد الوجوه التي يتمثل فيها هذا
الشر أن هذه الدولة كانت على
مدار نصف قرن وأكثر ذريعة لكل
ممارسات الأشرار في حياتنا
العامة وأحياناً في حياتنا
الخاصة. فتحت شعارات (تحرير
فلسطين) أو (التصدي للعدو
الصهيوني) أو (المجهود الحربي)
ثم خلال نصف القرن الماضي سلبنا
إرادتنا وحريتنا وثرواتنا
وأجهض مشروعنا النهضوي وتسلطت
علينا نظم الاستبداد والفساد
ومافيات الارتزاق تحت مسميات
ثورية وتحررية.
ومن يراجع أدبيات الخطاب (المافوي)
الذي حكمنا خلال العقود
المنصرمة يدرك حجم المأساة التي
عشنا تحت ذريعة التصدي لهذا
العدو الذي غُرز بطريقة مؤلمة
في جنبنا فحرمنا الاستقرار
والازدهار، والأغرب والأعجب من
كل ذلك أن هذه الذريعة ماتزال
سلعة رائجة على ألسنة البعض، لم
تفقد صلاحيتها بعد. فتحت عنوان
أننا دولة في (حالة حرب) مع أن
قادتنا أعلنوا استسلامهم بلا
شروط. وخنقوا أنفسهم في خيار
السلام الاستراتيجي، أقول تحت
هذا العنوان مازلنا نعيش حالة
الطوارئ ومازلنا نحرم من أبسط
حقوقنا الآدمية والمدنية
والسياسية فما دمنا في حالة حرب
فيجب علينا أن نتحمل استبداد
المستبدين، وعبث المراهقين،
وفساد الفاسدين المفسدين.
لقد آن الأوان لنقول لهؤلاء (الجبارين
الخوارين) بأن وجود العدو بين
ظهرانينا يجب أن يكون مدعاة
حقيقية للبناء القويم وللحياة
الحرة الكريمة وللإرادة الطيبة.
يجب أن يكون سبيلاً لتوظيف اليد
العفيفة التي لا تقتل ولا تسرق
ولا ترتشي ولا تستبد هذا هو
مقتضى الحق والعدل ومقتضى إرادة
التحرير. وعلينا منذ اليوم أن
نحثو التراب في وجوه الذين
يتمنطقون بتسويغ تسلطهم
وفسادهم بوجود العدو بين
ظهرانينا.
*مدير
مركز الشرق العربي
05/09/2005
|