البعث
حذو البعث
إلى
حجر الضبّ
زهير
سالم*
لو استرسل المرء مع هوى النفس
لأشار على بشار الاسد بالمزيد
من التظاهرات المليونية في
شوارع المدن الكبرى ، وباستنفار
المزيد من الهيئات والمنظمات و
الفعاليات ، وبتطيير المزيد من
البرقيات والعرائض ، وبالإنفاق
على الكثير من المؤتمرات
المحلية والعربية والعالمية
وصولاً إلى الدروع البشرية التي
يمكن ان تتحرك عبر العالم بوقود
على نفقة الشعب السوري ...
نقول لو استرسل المرء مع هوى
النفس لفعل كل ذلك ، ولزاد عليه
زخرفا وخطابة وهو يصور للسلطان
الحائر الطريق المزلة المذلة
لينتهي به تشفيا إلى جحر الضب ...
ذلك لاننا ونحن نتابع العدة التي
يعدها المحكمون في دمشق لمواجهة
الحرب التي استجلبوها او اجلبها
عليهم شركاء الامس ؛ لا نجد إلا
منطقا بعثيا سائدا كانت له
تجربته وانتهى إلى ما انتهى
إليه ، اللهم لا شماتة ، نرى
الرفاق البعثيين في سورية
يفزعون إلى نفس الاسلحة ونفس
الاساليب دون تفكر او اتعاظ او
مقاربة للبحث الجاد عن المخرج
الحقيقي !!
الذهنية البعثية المغلقة ما تزال
تعيش عهد المراهنات والمغامرات
وهي مستعدة أن تقامر على كل شيء
في الوطن ، وان تقامر على الوطن
نفسه ، إلا على الانتهاض ولو على
(......) كما تقول العامة .
مقال النصح الذي لا يمكن أن يفارق
الأسوياء في الرضا والغضب
والاقبال والادبار يجعلنا نؤكد
أن العدل الذي قامت عليه
السموات والارض ينبغي أن يأخذ
مجراه ، وبالتي ينبغي على قتلة
الحريري ان يدفعوا ثمن فعلتهم
منفردين . ولا يعفيهم من دفع ثمن
الجريرة هذه أنهم قد سكت لهم من
قبل عن أمثالها كثير . الحريري ،
رحمه الله ، لم يكن فقط الشخص
الخطأ ، وإنما كان القتل الخطأ
في التوقيت الخطأ وهذا ما لم
تبلغه عقول القوم حتى الان !!
بعد ان يفرد قتلة الحريري
لينالوا جزاءهم ، بغض النظر عن
الاسماء و المواقع والقرابات ،
يكون الجزء الاخر من مشروع
الخلاص أن يتماهى البعث في
المجتمع السوري اجمع ، وأن
يذبوا فيه، وأن يكفوا عن
الانتهاض على النشز وعن الحديث
النشاز ، وضمن الكل العام
المتلاحم سيكون من العسير بل من
المستحيل أن تنتزع الخلية الحية
من الجسد الحي ..
ما لم يدركه الرفاق البعثيون حتى
الان في مرامي خطاب الشعب
السوري تأكيد قواه الحية في
اكثر من موطن انها ليست متربصة
ولا ثأرية ولا انتقامية ، وانها
لا تقتات على الكراهية ، ولا
تعيش نفسية المتشفي وهو فارق
ايجابي يظل لمصلحة الرفاق.
وعلى رأي ابن الفارض :
نصحتك علما بالهوى والذي ارى
مخالفتي
فالنفس حين تسترسل مع مقتضيات
طبيعتها يكون لها طريق كما
للشرع والعقل والمسؤولية طريق
اخر . ويبقى الدم دما والوطن
وطنا وهذه النصحية ، لا عن حب ،
ولكن معذرة إلى ربنا ...
لسان حال البعث الذي يسير الى جحر
الضب يقول :
ومن كتبت عليه خطى مشاها
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
25/10/2005
|