الجريمة
المنكرة المستنكرة
في
عمان
زهير
سالم*
يبدو أن الشجب
والإدانة لأعمال مثل التي جرت
بالأمس في عمان أو تجري على أرض
العربية السعودية، أو التي
تستهدف المدنيين العراقيين
الأبرياء أو تلك التي استهدفت
المدنيين في مترو الأنفاق في
لندن أو ضربت قبلا أسبانيا أو في
الولايات المتحدة الأمريكية...
يبدو أن الشجب والإدانة لهذه
الأعمال لم يعودا كافيين..
إن الأكثر نكارة
أو بشاعة من هذه لأعمال هو
الأساس النظري الذي قامت أو
تقوم هذه
الأعمال عليه وهذا الأساس لا
يتم هدمه بالشجب والإدانة، كما
لا يتم تجاوزه بنقده من قبل كاتب
بعيد عن الساحة التي يتحرك
هؤلاء الضالون أو المضللون
عليها. فهذه الفئة التي استهانت
بدماء الناس، واستباحت المقصد
الأول الذي جاءت الشريعة
الإسلامية لحمايته والذود عنه
يكاد ينطبق عليهم قول الله
تعالى (الذين ضل سعيهم في الحياة
الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون
صنعا)
المقام لم تعد
تكفي فيه الإدانة والاستنكار،
وهو بحاجة اليوم إلى الجهد
القاصد الذي يضع مقاصد الشريعة
ومفاهيمها في سياقاتها النظرية
والعلمية. الجهد القاصد الذي لا
يهادن ولا يساوم ولا يتخاذل ولا
يتنازل والذي يميز بدقة
وموضوعية بين الإرهاب الأعمى
وبين جهاد اليد ، بين الانتحاري
والاستشهادي..
يؤلمنا أن تصبر
شعوبنا أو يصير بعض أبنائها إلى
الحال الذي وصف الله فيه يهود
بقوله (يخربون بيوتهم بأيديهم)
ويبقى الحق الذي جاءت به شرعة
الإسلام هو الأبلج وتبقى عنعنات
أصحاب الأهواء والزيغ لجلج.
من موقع الأبوة
وبرؤية الحكيم ينبغي أن ينهض
الكفاة من علماء الأمة لرد
الأمور إلى نصابها من دون أن
يكون في ذلك التماس أي عذر لقاتل
أو مسوغ لغال مرق من الدين دون
أن يدري، كما يمرق السهم السهم
من الرمية..
التفجيرات في
عمان طعنة في سويداء العرب
والمسلمين جريمة منكرة مستنكرة
وينبغي أن تتعاون أقلام أهل
الحق على نقض غزلها حتى يعود
أنكاثا.
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
10/11/2005
|