الاستحقاق
الأولي
زهير
سالم*
الواقع العربي المثخن بكل
ألوان التخلف والظلم والرهق هو
شاهد على
الذين تمسكوا بالسلطة
واستأثروا بها، وركبوا الصعب
والذلول لتحقيق برامجهم التي لم
تكن في حقيقة الأمر إلا برامج
فردية تتمحور حول جبروتهم و
جيوبهم.
وبعد حصاد نصف قرن من التيه
والضلال نستمع إلى بعض من عانق
السلطة ذبح خلالها وسلخ، شرد
وقمع واضطهد لتحقيق برنامج زعم
له الثورية تارة والتقدمية أخرى
يلقي العبء على الآخرين في
الحصاد الآثم لغرس سلطوي مقيت.
هؤلاء الذين أخفقوا وعجزوا،
وهم ممسكون بزمام السلطة
المطلقة بأبشع وأكلح صورها، عن
تحقيق أي شيء لهذه الأمة ولهذا
الوطن، يوم كانت رياح القوى
الدولية مواتية لأشرعتهم؛ ماذا
بإمكانهم أن يحققوا اليوم؟!
أوليس جنى السوء الذي جناه
الوطن كفيل بأن يقنعهم بأنهم
نخِبون!! وأن عليهم أن ينزاحوا
من طريق شعوبهم، حفظاً للحم
وجوه لم يبق فيها ماء.
كيف يمكن لإنسان أن يستقبل
كتابة وزيرة سورية عانقت
المشروع البعثي منذ كان وهي
تحتج (بأن كهوف التخلف الظلامية)
هي التي كانت فاعلة في دفع
المجتمعات العربية إلى ما فيه
فردت هذه المجتمعات إلى التخلف،
بينما عجزت مفاصل السلطة
الثورية عن فعل أي شيء؟!
إذا كنتم مع السلطة المطلقة
والرياح المواتية قد عجزتم عن
تحقيق أي شيء فأنتم يوم تتنكبكم
الرياح أعجز!!
لقد كانت لهجة الاستعلاء
والاتهامية واسترذال الآخرين
هي المدخل الأساس لسياسات
الوصاية التي ردت الوطن إلى
أسفل سافلين.
أول الاستحقاقات الداخلية
والخارجية والبينية التي
تحملها ليس الأخبار وإنما
المخططات. أن يعترف المسيء
بإساءته وأن يقلع المخطئ عن
خطيئته، وأن ينخرط الفرد
المتعالي في المجموع شريكاً لا
وصياً، ذلك استحقاق أولي مناط
بأولى الألباب إن كانوا..
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
22/11/2005
|