فرنسا
غير معنية
بأوضاع
حقوق الإنسان في سورية
زهير
سالم*
في
حديث لمصدر فرنسي رسمي رفيع
المستوى لجريدة الشرق الأوسط
التي تصدر في لندن، أكد المسؤول
الفرنسي أن فرنسا مستعدة لإعادة
فتح الحوار السياسي مع القيادة
السورية، لا بل مساعدة الرئيس
بشار الأسد، والتدخل لمصلحته،
شرط أن تتأكد بالأفعال وليس فقط
بالأقوال وإعلان النيات، أن
سورية حزمت أمرها وقررت أن تكون
إيجابية في لبنان. وأضاف المصدر
أن باريس ترهن موقفها من دمشق
بالمسألة اللبنانية وحدها..
وأكد
المصدر أن باريس مستعدة للتدخل
لدى الاتحاد الأوروبي ولدى
الإدارة الأمريكية بالذات
لمصلحة دمشق لحثها على عدم
التدخل أي الامتناع عن إحداث
تغييرات سياسية من الخارج في
سورية وترى باريس أن الرئيس
الأمريكي يحترم ما يراه ويقوله
الرئيس الفرنسي جاك شيراك بخصوص
الملفين اللبناني والسوري
ويستمع إليه. وبالتالي حسب
المصدر الفرنسي فإن بإمكان
الفرنسيين إقناع بوش بعدم السير
وراء المتطرفين في إدارته
لإسقاط النظام في دمشق. كما
يمكنهم ـ أي الفرنسيين ـ إقناع
الإدارة الأمريكية بعدم حشر
السلطات السورية في الزاوية لأن
ذلك يعني دفعها إلى عدم التعاون.
وكان بوش قد قال علناً عقب
اجتماعه مع الرئيس الفرنسي في
بروكسل في شباط الماضي أن شيراك
أكثر خبرة منه في هذين الملفين.
ويختصر المصدر الفرنسي موقف
باريس كالآتي:
نحن
مستعدون للتعاون ومساعدة سورية
لكن عودة الثقة بحاجة إلى ترميم
وإلى وقت وأفعال والطريق إلى
ذلك هو كيفية تعاطي دمشق مع
الملف اللبناني في الأشهر
المقبلة.
أما
الخصوصية الفرنسية ـ اللبنانية
فلا تحتاج إلى تفسير، ربما الذي
احتاج إلى تفسير هو صمت فرنسا
المريب عن الوضع في لبنان خلال
عقود ثلاثة خلت.
ولكن
الموقف الفرنسي اللامبالي من
ملف حقوق الإنسان في سورية،
الملف المثخن بأوراقه القديمة
المهترئة من إعلان حالة
الطوارئ، وقيام الحزب الواحد
الشمولي، وأوراقه الجديدة على
رأسها الاعتقالات العشوائية
التي تطال المواطنين السوريين
بلا ضابط ولا تفسير... تجاهل
فرنسا لهذا الوضع، وتجاهلها
للاعتقالات التي طالت أخيراً
إدارة منتدى جمال الأتاسي
والناشطين في ميدان حقوق
الإنسان يطرح تساؤلات جديرة
بالتأمل.
فالوصاية
التي يقربها بوش لشيراك على
الملفين (السوري) و(اللبناني)
ذات مغزى تاريخي وسياسي معاً،
وتجاهل الرئيس الفرنسي حقيقة
الاوضاع المرعبة التي يعيشها
إنسان سورية وشعبها، يجعلك
تتساءل هل وصل البلاء الطائفي
إلى الشانزليزيه والبيت
الأبيضولم يعد مقتصراً على عوام
الخلق في العراق أو في لبنان؟!
ثم
ألا يفرض الموقع الذي منح
للفرنسيين من الملفين السوري
واللبناني، والموقف الفرنسي
المريب من القضايا الإنسانية
واللبنانية على المعارضة
السورية أن تحزم أمرها لتجأر
بالشكوى من سياسات (المندوب
السامي) المقيم في دمشق، والذي
يمثله هذه الأيام الحزب الواحد
القائد للدولة والمجتمع؟!
إنه
بعد أن قطعت كل الجسور مع الشعب
السوري وصودر كل أمل في الحوار
بعد اعتقال مجموعة المنتدى
اليتيم، الذي كانت دمشق تتنفس
عن طريقه ولو من منخر واحد، أليس
من المطلوب من الوصي الأول
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
القليل من التوازن والقليل من
الشفقة؟!
*مدير
مركز الشرق العربي
29/05/2005
|