خداع
النفس
مقر
البرلمان العربي الدائم
دمشق
زهير
سالم*
لم يعد خداع الشعوب وقفاً على
الحكام والأنظمة وحدها، بل
انغمست فيه النخب العربية
السياسية والفكرية والثقافية.
ولعل البرلمان العربي إحدى صور
الخداع التي مازالت تمارس في
عالمنا منذ قرن مضى لتدفع
بأمتنا إلى عمق التيه.
وكلما حاول الإنسان العربي أن
يأخذ وجهاً مشرقاً للواقع أو
للأحداث تأتيه الفواجع أو
البواقع التي (تسفه الملة) كما
تقول العرب لترده إلى دياجير
اليأس أو الإحباط، ولتبقيه أسير
النظرة الدونية إلى نخب نخبة لا
حلم ولا علم ولا حتى مسكة من
شعور بالذات.
كان تشكيل البرلمان العربي على
الطريقة التي شكل بها إحدى
المضحكات المبكيات في واقع لا
تملك فيه كثير من البرلمانات
المحلية أمر حل أو عقد!! ثم مما
زاد الطين بلة أن يتحفنا المشهد
العربي اليوم أن تكون (دمشق) هي
المقر الدائم للبرلمان العربي!!
ودمشق جديرة بكل خير وحب ووفاء
وولاء، ولكن كيف ينسى أو يتناسى
الذين قرروا أن تكون دمشق المقر
الدائم لبرلمانهم الفاعل!!
ودمشق لا برلمان حقيقياً فيها!!
كيف يتناسى هؤلاء أن (مجلس الشعب)
في دمشق هو مجلس القائمة
الحزبية والقائمة التقدمية،
والرجال الذين التقطتهم بعناية
أنامل مرهفة لحاكم لم يرد أن
يكون بين يديه ولو رجل واحد يكتم
ولاءه مثل مؤمن آل فرعون؟!
كيف يتناسى البرلمانيون العرب
الذين قبلوا أن يكون بينهم بعض
من صوت على تعديل دستور وطنه في
خمس دقائق ليفصل الدستور قميصاً
على المقاس المطلوب؟!
كيف يتناسون أن مجلس الشعب هذا
شرع منذ ربع قرن قانوناً يسمى
القانون (49/ 1980) حكم بالإعدام على
شريحة كبرى من مواطنيهم!! ومازال
هذا العار تبوء بإثمه أفواج
المجالس واحداًً بعد آخر!!
البرلمان العربي خدعة أخرى
تشترك فيها الأنظمة والنخب فلا
غرو أن يكون طريق الخلاص أمام
شعوبنا طويلاً طويلاً ولا بد
لليل أن ينجلي.
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
29/12/2005
|