المعارضة
الإسلامية
بين
بشار وخدام
زهير
سالم*
ما قدمته المعارضة الإسلامية
في سورية لبشار الأسد يوم تسلم
مقاليد الأمور كان سابقة متقدمة
لم يحظ بها رئيس من معارضيه،
ولكن أجهزة الاستقبال عند الشاب
الوالج حديثاً إلى عالم السياسة
كانت متعطلة أو معطلة.
كان الموقف الأول رغم حساسيته،
إعلان هذه المعارضة إنها ستسجل
تحفظها على الطريقة
اللادستورية التي تم بها انتقال
السلطة، وستتعامل مع الرئيس
الجديد على أنه رئيس (الأمر
الواقع) ضمن شروط تغيير إصلاحي
يخرج البلد من المأزق الذي هو
فيه من غير هزات ولا ارتدادات.
كان الأمر يعني منح (شرعية أولية)
أو (شرعية مشروطة) لعهد بني على
أساس غير شرعي؛ انقلاب الثامن
من آذار وما تلاه، وطريقة
التوريث التي جعلت من سورية
مضرب المثل في التنكيل والتنكيت.
وكان الموقف الثاني، وهو لا يقل
أهمية عن الأول أن هذه المعارضة
رغم العبء الإنساني الي ينوء به
كاهل النظام، قررت ألا تحمل
الرئيس الجديد مسؤولية ما جرى
في عهد والده!! كانت خطوة غاية في
الإيجابية والسمو والارتقاء
فوق لواعج الناس ودواعي الثأر
أو الانتقام!!
هكذا ببساطة بالغة، لم تطلب
المعارضة الراشدة من بشار الاسد
اعتذاراً عن والده، ولا براء من
عهده، ولا توضيحاً لحقيقة ما
جرى!! الأعجب في الأمر أن الشاب
الأسيرـ لكارزمية ـ والده هو
الذي آثر أن يحمل العبء على
كاهليه، وأن يعيش في جلباب
أبيه، في إرثه الكامل بكل ما كان
فيه من قسوة ودموية وتفريط
وفساد.
كان محمود الزعبي ورفعت الأسد
ومن ثم عبد الحليم خدام هم أعمدة
حكم حافظ الأسد، وهم الذين
يحاول هذا الرئيس اليوم أن
يتبرأ منهم دون أن يتبرأ من
العهد الذي خدموه!! لم يفكر
الشاب الوالج إلى عالم السياسة
أن يعلن براءته مما جرى في تدمر
أو في حماة أو في حلب أو حتى مما
جرى في عهده وشهد به الرياضي
العراقي (عبد الرزاق) على صفحات (القدس
العربي).
لم تستقبل المعارضة الإسلامية
انشقاق عبد الحليم خدام عن
النظام السوري كما استقبلت بشار
الأسد من قبل. لم تقل له أنت لم
تكن رأس الدولة فلا علاقة لك بما
جرى، لم تكن انتهازية إلى حد
الاستجابة لكل صارخ، وإن كانت
الصرخة تخدم مصالحها، وإنما
توقفت لتطرح على خدام أسئلة
طرحتها على غيره من قبل. تفسير
وتوضيح لما جرى وتحديد موقف
منه، وتحديد لرؤى المستقبل
ليكون الجميع على بصيرة من
أمورهم.
يظن بعض الناس أن الفرص دائماً
في متناول أيديهم، وأنهم قادرون
على أن يتأبطوا شعوباً ومؤسسات
ورجالاً وشخصيات يضعونهم
دائماً تحت تصرفهم. وبعض الظن
هذا هو الذي يودي بأهله. وما
أجمل ما قالت النملة للصرصور...
*مدير
مركز الشرق العربي
----------------------
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
10/01/2006
|