الانتخابات
الفلسطينية تقول
زهير
سالم*
العونَ والتسديدَ لقادة حركة
المقاومة الإسلامية في فلسطين.
والتهنئة والتأييد للشعب
الفلسطيني الصابر المصابر الذي
مايزال يعطي الشاهد تلو الشاهد
على أصالة هذه الأمة وشموخها
وقوتها. ومهما حلل المحللون أو
تقول المتقولون حول نتائج هذه
الانتخابات فإن لنا أن نقول بأن
ساعة الجد قد أزفت وأن
المسؤولية التي ألقاها الشعب
الفلسطيني على حركة المقاومة
الإسلامية (حماس) ثقيلة ثقيلة،
وأنها تحتاج مع القوة إلى
الحكمة، ومع الحزم إلى الريث،
ومع الاستمساك بالحق إلى
المرونة في تحقيق الأهداف.
الرسالة الأولى التي ترسلها
الانتخابات الفلسطينية للعالم
تقول: هذه هي شعوبنا. وحيث خيمت
الحرية أو تفتحت أزاهيرها فإن
أقحوان الإسلام وشقائق نعمانه
هي التي تملأ السهل والجبل
والوادي. في كل مكان سيتقدم
أصحاب القلوب الوضيئة والأيدي
المتوضئة، فهؤلاء هم موضع
ثقة شعبنا، ومحط آماله، والحراس
على مصالحه. هؤلاء هم الأقدر على
قيادة هذه الشعوب إلى فضاءات
العزة والكرامة والحرية كما إلى
فضاءات العلم والإنجاز
والتنمية.
ليس لأحد في هذا العالم أن يضع (فيتو)
على إرادة الشعوب فحرية القرار
وحرية تقرير المصير هي بعض
المنظومة الدولية لحقوق
الإنسان. وليس لأحد أن يقرأ
نتائج الانتخابات الفلسطينية
بسلبية أو بتخوف بل على الجميع
أن يوطنوا أنفسهم على الاعتراف
بهذه الشعوب، والاعتراف
بخياراتها وأن يكفوا عن تزوير
أو تزييف قادتها ونخبها.
وعليهم أن يثقوا أن التعامل
الإيجابي مع الممثلين
الحقيقيين للشعوب، وإن فوت
عليهم بعض المصالح العارضة،
سيفتح أمام الجميع آفاق الحوار
الإيجابي المنتج، الذي يحفظ
الحقوق ويراعي المصالح، وينشر
الحب والوئام.
نتمنى، نحن أبناء سورية، ألا
تتسبب نتائج الانتخابات
الفلسطينية والمصرية من قبلها
في وأد الخيار الديموقراطي في
المنطقة، وفي قطرنا بشكل خاص.
فلقد أدى تزوير إرادة الشعوب
خلال قرن مضى إلى كل هذ البلاء
وإلى كل هذا الفساد الذي يشكو
منه العالم وتشكو منه الشعوب
على حد سواء!!
وتقول الرسالة الثانية، لقادة
الزيف الذين كسروا إرادة الشعوب
وسرقوا خياراتها وساسوها
بالحديد والنار: (يا أيها النمل
ادخلوا مساكنكم..). يقول الجنوب
الغربي من أرض الشام للشمال
الشرقي: إننا قادمون. قادمون،
وإن رغمت أنوف لنحمل إلى شعبنا
الحب والعز والحرية. الدفء
والوحدة والإخاء. قادمون رغم
أنف شارون وخلفائه وخياراته..
وتخاطب الرسالة الثالثة الشعوب
المقهورة المستضعفة: الصبر
والمصابرة والمقاومة هي الطريق
الوحيد لنيل الحقوق فلا تؤخذ
الدنيا إلا
غلابا. وعلى شعوبنا أجمع أن
تتحمل مسؤوليات قرارها كما يفعل
أشقاؤنا في فلسطين اليوم.
فالذين اختاروا حماس، اختاروا
على علم الطريق الأصعب،
والتضحيات الجسام لأنهم أيقنوا
أن الحياة التي يريدونها
لأبنائهم وأحفادهم لا تنال إلا
على جسر التضحيات.
التحية لشعب فلسطين والتهنئة
لشعب فلسطين، والعونَ
والتسديدَ نسأل لقادة حركة
المقاومة الإسلامية لقادة حماس.
*مدير
مركز الشرق العربي
----------------------
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
28/01/2006
|