هذه
هي حضارتهم..
هذه
هي أخلاقهم
زهير
سالم*
ما أقدم عليه بعض الصحفيين
الدنماركيين، وساندته عليه
حكومته، تحت مدعى كاذب للحرية،
ثم أيدته عليه أغلبية شعبية،
وفق استطلاعات الرأي، ثم سكت
عنه الأمين العام للأمم المتحدة
ومنظماته المختلفة، وتابعه في
السكوت السياسيون
والديبلوماسيون والمثقفون
والمؤسسات الكنسية.. من محاولة
الإساءة للرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم، لم يكن تصرفاً
فردياً عابراً لصحيفة تسيء
التقدير؛ وإنما هو إجراء جرح
غائر في كرامة الأمة المسلمة
لتلمس منعكسات الحياة فيها!!
إن ما جرى، ويجري، ينم على خلفية
حضارية قاتمة بعيدة كل البعد
عما جاء به رسول المحبة المسيح
عيسى بن مريم عليه السلام،
خلفية تذكرنا بنشيد الكراهية
والتعصب يرتله (بطرس الناسك)
وبقوائم خيل الغازي لبيت المقدس
تغوص في دماء المسلمين حتى
الركب.
الموقف، المشين لأهله، في
دلالاته ينبي أن القوم مازالوا
أحط من أن تهذبهم معرفة، أو تصقل
طباعهم مدنية، وهم مع كل ما يقع
تحت أيديهم من وسائل مادية ما
زالوا بعيدين كل البعد عن الأفق
الإنساني، الذي بشر به رسل الله
عليهم صلاة الله وسلامه، مؤكدين
على الناس أن أساس العلاقة
بينهم (التعارف) الذي يقودهم إلى
الكلمة السواء.
الموقف المشين لأهله يؤكد أن
البشرية لا يمكن أن تنتظر إلا
الشر والفساد من مجتمعات (بلا أسر) ومن لقطاء الشوارع الذين لم تحن عليهم أم
ولم يشرفوا برعاية أب، يتعلمون
منهما قيم العيب ومعاني
الاحترام للآخرين. فماذا ننتظر
من مجتمع من اللقطاء غير الذي
طلعت به علينا صحيفة زنيمة
لصحفي زنيم.
وحين يدير العالم بدوله ومؤسساته
ونخبه ورجالاته ظهراً للجريمة
النكراء، وهو الذي وقف على رجل
واحدة، استنكاراً وانتصاراً
لحجر تاريخي كان يعبد من دون
الله في شرق آسيا، فوظف كل آلته
الإعلامية استنكاراً لما رآه
جريمة وتخلفاً وانحطاطاً
وجهلاً، حين يفعل العالم ذلك
فإن هذا يعني أن القوى المسيطرة
والمحركة لدوامة الشر لا تريد
أن تتعلم من الدروس، ولا تريد أن
تتوقف عن تغذية عوامل الكراهية
والبغضاء، وهي مصرة دائماً على
تهديم كل الجسور التي يحاول
المتعقلون بناءها لتجاوز حالة
القطيعة النفسية والثقافية
والسياسية.
الذين يتجاهلون الحدث المشين
لأهله ولإنسانيتهم وحضارتهم
وأخلاقهم يريدون عن عمد وتصميم
دفع الإنسانية إلى مزيد من
العداوة والبغضاء والشقاق!!
وأنتم يا أتباع محمد صلى الله
عليه وسلم، أروا رسول الله صلى
الله عليه وسلم من أنفسكم
خيراً، وليكن احتجاجكم تعبيراً
عما يجول في
قلوبكم من شعور بالحياة
وبالكرامة وبالحب لرسول الله
صلى الله عليه وسلم، ولتكن
وسائلكم في قمع الباطل وردعه
الدرس الارقى في التمدن والتحضر
ليعرف الناس أجمع حقيقة الرحمة
المهداة التي جاء بها الرسول
الرحمة للعالمين.
*مدير
مركز الشرق العربي
----------------------
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
30/01/2006
|