كان
عمرو موسى لا يدري!!
زهير
سالم*
عمرو موسى في دمشق..
دمشق تشهد مزيداً
من الاعتقالات والتضييق على
المواطنين..
إلى محمد رعدون
وعلى العبدالله ومجلس إدارة
منتدى الأتاسي ينضم معتقل آخر
هو السيد حبيب صالح معتقل سابق
أعيد اعتقاله من جديد..
عمرو موسى لا يدري
ماذا يجري في دمشق وكذا كان لا
يدري ماذا يجري في العراق..
فبعد أن تكشفت
أوراق البعث العراقي، وفتحت
المقابر الجماعية على بقايا
الرمم الآدمية، سئل عمرو موسى
عن موقف الجامعة العربية من تلك
الفظائع التي جرت في العراق،
وأين كانت هذه الجامعة وأين كان
أمينها العام يوم كان الطغيان
يهلك الحرث والنسل على أرض
العراق؟! أجاب السيد عمرو موسى:
بأنه كان لا يدري!! أحياناً يقال:
العذر أقبح من الذنب!!
وبالأمس كان
السيد عمرو موسى في دمشق، ودمشق
في ظلمتها هي بغداد، قد حولها
البعث إلى مقبرة وسجن!! دمشق تعج
بعشرات الألوف من المفقودين
والمقبورين والمعتقلين، دمشق
تفتقد مئات الألوف من أبنائها
أحراراً وعقولاً وسواعد شردهم
القهروالفساد والفقر؛ ولكن
السيد عمرو موسى لا يدري بأمر
هؤلاء، يهرع عمرو موسى إلى
توظيف جهود الجامعة والأمة من
ورائها لتخفيف الضغوط عن النظام
الذي لم يخطر بباله لحظة أن يخفف
الوطأة عن شعب مستضعف مستضام!!
سئل السيد عمرو
موسى في دمشق: هل بحثتم موضوع
المعتقلين من إدارة منتدى
الأتاسي؟ أجاب بالرد المعهود:
لا. ولا هذه في هذا المقام تعني
أن السيد عمرو موسى سمع بشيء
اسمه منتدى الأتاسي، إن لم يكن
قد سمع من قبل بمقبرة اسمها (تدمر)
ومدينة اسمها (حماة).
السيد عمرو موسى
وغيره من أعضاء الجامعة العربية
وضعوا النظام السوري في كفة،
وشعب سورية المطحون في كفة ثم
قرروا، خلاف كل ما تمليه القيم
والمبادئ والعلائق أن ينحازوا
للنظام على حساب الضحية.
للسيد عمرو موسى،
ولغيره من الساسة والنخب
العربية نقول: لا تكرروا مأساة
العراق المروعة، لا تحاصروا شعب
سورية في مربع اليأس لأن اليأس
نوع من أنواع الكفر. وإذا كان
النظام المغرور بسطوته وسلطته
قد اتخذ خياره في الإمعان في
سياسات الظلم والقهر والإقصاء
والاستئصال.. فمن المفيد جداً أن
يجد شعب سورية فرجة نور أو خيط
أمل عند الأشقاء الأقربين لئلا
يطلب البعض ذلك من الغرباء
الأبعدين تحت ذريعة الاضطرار.
الخطوات
الارتدادية التي تعيشها سورية
اليوم تتطلب موقفاً عربياً
رسمياً ونخبوياً تهمس في أذن
النظام: أن كفى.. وشعب سورية
ينتظر هذا من كل شقيق وقريب،
ينتظره من عمرو موسى الأمين
العام للجامعة العربية بشكل خاص.
إذا كان الحكام
العرب يعتقدون أن الرئيس بشار
الأسد أخ لهم، وإذا كانت النخب
العربية تعتقده كذلك، فإن من
واجبهم أن ينصروه..
الحديث الشريف
يقول: انصره ظالماً أو مظلوماً،
قالوا ننصره مظلوماً، فكيف
ننصره ظالماً!! قال: تكفه عن ظلمه.
*مدير
مركز الشرق العربي
31/05/2005
|