شعر
ابنة الخالة
زهير
سالم*
في الشعوب الحية تكون المقاومة
دائماً لازمة للاحتلال. إذ لا
يسكت على ضيم يراد به إلا
الأذلان. والجولان السوري محتل
منذ أربعين عاماً. وفي سورية
دولة مركزية أمنية متحكمة تخنق
التفكير المقاوم وتتبع مساربه
مسرى الدم، وتؤمن الحماية
والاستقرار للاحتلال، وتترك له
الفرصة الرخية ليستمتع
بثمرات الاحتلال، ويحوز جنى
الجولان.. لا يمكن أن يكون
المتهم فيما آل إليه أمر
الجولان شعب سورية البطل، فهذا
الشعب يعيش محنة أبي محجن في
قيده، وهو حين فتحت أمامه مسام
النفوذ المقاوم كان من شأنه ما
يعرف الجميع، ولكن على غير جبهة
الجولان!!
الجولان صامت والصوت المقاوم
فيه وعلى جنباته، وعند من يليه
مكبوت. والإرادة مشلولة بفعل
فاعل، وتدبير مدبر، ومشروع
التحرير مشطوب. والخيار
الاستراتيجي الوحيد المطروح
عند قادة البعث هو خيار (السلام
الاستراتيجي) الذي أطلق عليه
شعبنا بحق (خيار الاستجداء
الاستراتيجي) وهو الخيار نفسه
الذي هب قادة بعض الأحزاب
الإسلامية والقومية لتأييده
والتصفيق له!!
الجولان ضائع مضيع، والذين
أضاعوه وضيعوه مازالوا قادرين
على مواجهة شعوبنا، والوقوف
أمامها بقامات يظنونها منتصبة
متغافلين عن أن أعين أهل الحق لا
تغيب عنها عصبة العار التي تكلل
الجبين.
يتكلمون بألسنتنا، ويؤكدون
تبنيهم لخيار المقاومة ودفاعهم
عنها في العراق وفي لبنان وفي
فلسطين!! يغفلون ومن يحف بهم عن
أن المقاومة ليست أشخاصاً ولا
هيئات ولا أحزاباً، وإنما هي
نهج وممارسة، وما تصنعه
المقاومة في العراق أو في لبنان
أو في فلسطين هو فخر لمن يصنعونه
ويحتملون لأوائه ويصبرون على
البأساء والضراء فيه. والمقاوم
الحق ليس ذلك الذي يصفق
للمقاومين، أو يعدهم ببعض
الفتات من هنا وهناك، المقاوم
الحق من ينهج نهج المقاومين
ويسير على دربهم.
أرضنا السورية المحتلة في
الجولان تفرض نفسها أولوية
الأولويات على الأجندة الوطنية
لتخلع عن جباهنا عصبة العار
التي كللنا بها المتخاذلون.
توقفوا عن المباهاة بما تصنعه
المقاومة في العراق أو حزب الله
في لبنان أو حركة المقاومة في
فلسطين، وحدثونا ماذا أنتم
فاعلون، وإلى متى لذل الاحتلال
مذعنون.. كفوا عن التباهي بشعر
بنات العم وبنات الخالة فإن
العاجز من يفعل ذلك ويرضى به..
*مدير
مركز الشرق العربي
----------------------
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
06/03/2006
|