حوار
العصي
زهير
سالم*
حوار العصي الذي أداره (فرسان
البعث) في ساحات دمشق منذ أيام
وما يزالون هو الأسلوب الذي
يقترحه مدعو الإصلاح والتطوير
على الساحة السورية. في البدء
كانت الدبابة، وعلى ظهرها تأسست
كل أساليب القمع والتعذيب
والإقصاء والاستئصال. و(خمسون
عاماً سلطة) لم تغير طبيعة (البعثي!!)
ولم تفعل (عيون المها بين
الغوطتين) كما فعلت (بين الرصافة
والجسر) ليظل البعثي مصراً على
أن يكون(مثل التيس في قراع
الخطوب).
القوى السياسية السورية يمينها
ويسارها، الديني منها والمدني
كلها توافقت على الحوار الهادئ
البناء، وكلها اجتمعت حول طاولة
واحدة تختلف وتتوافق، تحاور
وتداور، كلها خلفت عهد العصي
والجنازير والكلاليب والتحدي
في الساحات، وأساليب القبضايات
والفتوات، وراءها تنظر إلى تلك
المرحلة اليوم ، وإن كانت جزءاً
من تاريخها، وتتمنى أنها لا
تكون.
البعثيون أو بعبارة أدق مجموعة
الحكم القابضة على عنق البعث
وعنق المجتمع، ماتزال محاصرة
هناك في مربع الخمسينات أو
الأربعينات، حيث تلقى طالب من
أبناء الساحل طعنة سكين!! أو
تراشق شباب الوطن بالشعارات
والحجارة معاً!!
رسالتان لا بد منهما في هذا
المقام : الأولى أن القوى
الوطنية أجمع مصممة على أن تكسر
عصي البعث بطاقات الزهور، وبها
ستنتصر لأنها بها ستكون الأقوى.
والثانية إذا كان الحوار
بالعصي هو خيار البعث في
الساحات العامة وأمام عدسات
المصورين، فأي حوار يديره هذا
البعث في عتمات الزنازين؟!
*مدير
مركز الشرق العربي
----------------------
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
13/03/2006
|