قرصنة
على الهواء
زهير
سالم*
ما تم في أريحا
بالأمس قرصنة (حضارية!!) مارسها
مدججون بالسلاح الدولي و
الشرعية الدولية
ليس ضد مواطنين فلسطينيين
عزل ؛ وإنما ضد القيم الإنسانية
والقوانين الدولية وقواعد
السلوك الحضاري..
قرصنة في القرن
الحادي والعشرين لم
تتم وسط الصحراء أو في أعماق
المحيط وإنما تتم على الهواء
مباشرة وتحت سمع العالم المتحضر
وبصره شاركت فيها إلى جانب قوى
العدوان الصهيوني الدول التي
تزعم أنها حريصة على السلام
وراعية له حتى كان ما جرى بحق
عدوان ثلاثيا جديدا (صهيونياً
أمريكياًَ بريطانياً)!!
قواعد للسلوك
الإنساني يضعها القوي ويطلق
عليها الاسم الذي يريد ويروجها
بالأسلوب الذي يحب؛ ولكنها في
الحقيقة الإرهاب بعينه
بل ما الإرهاب إلا هي:
العدوان على الشعوب ، وانتهاك
الاتفاقات، وخطف العزل ، وتحطيم
معنويات قوى الأمن بالمبالغة في
إهانتها... إذا لم يكن هذا هو
الإرهاب فماذا يمكن أن يكون؟! ..
إن على الأقوياء
المتعجرفين أن يُعاملوا
بالقواعد التي يعاملون بها
الآخرين ؛ وهذا لن ينتج للعالم
بالطبع إلا المزيد من الدمار
والمزيد من الحرب والمزيد من
الكراهية..
إن على العقلاء و
حملة الفكر ورجال السياسة أن
يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء،
وأن يكفوهم عن التمادي في
لجاجات الغي، والغرور بما في
أيديهم من القوة يحسبونها
كل شيء
الإدانة لما حدث
في أريحا وحدها لا تكفي ، لان
الفعل الشنيع سيفتح الباب بل
الأبواب لأمثاله والأشنع من ذلك
كله أن نسمع من بعض بني قومنا
غداً من يدين رد العدوان بمثله
ويستنكر استقبال الفعل بمثل
جنسه ...
*مدير
مركز الشرق العربي
----------------------
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
15/03/2006
|