على
المكشوف
إيران
تفاوض عن العراق
زهير
سالم*
اللعب بالأوراق المكشوفة خير.
يختصر المسافات، ويحسم
اللجاجات، ويريح الأعصاب. ويضعك
أمام الحقائق المجردة. ويحملك،
وهذا الأهم، المزيد من
المسؤوليات. بينما تفتح
المداورات والمجاملات الباب
أمام التعللات والتعذرات،
وتنصب الجدر القصيرة ليختبئ
وراءها كل قعيد الهمة قانع بسور
الدار.
في علاقة الإدارات الأمريكية
المتعاقبة مع العالم الإسلامي،
وخصوصاً مع إيران الشاه وإيران
الثورة الإسلامية وكذا مع آخرين
في دمشق وفي.. صخب وزبد كثير،
رغاء يعلو حتى يحجب الرؤية على
كل كليل، ويذهب للسمع فيتراقص
على أنغامه الكثير من المهوّسين.
ولهذه العلاقة بما يعلوها من
زبد وما يرافقها من صخب حقائقها
وركائزها التي يدركها أصحاب
البصيرة، المطلعون على خبايا
الأمور، ولكنهم نادراً ما
يقاربونها، لأنهم إن فعلوا بدوا
وكأنهم ينتهكون خطاً أو خطوطاً
حمراً. فتتحرك ضدهم ماكينة عداء
عالمية، لا طاقة لأحد بها؛
فكأنهم زجوا بأنفسهم في بؤرة (العداء
للسامية). فالسامية في إيقونات
هذا العالم ليست واحدة، وإنما
هي (ساميات) كثيرة يتربع على رأس
قائمتها ما يتعلق (ببني إسرائيل).
إقدام الإدارة الأمريكية في
هذا الظرف بالذات على الاعتراف
بإيران مفاوضاً عن العراق، هو
كشف للمخبوء المستور، وليس
تطوراً سياسياً في موقف، ولا
تغيراً في استراتيجية.
وهو في الوقت نفسه توضيح مباشر
لمسار مدار أو مدارات تمتد يمنة
ويسرة على أطراف جزيرة العرب أو
في قلب بغداد ودمشق وبيروت
لتصوغ للمنطقة الإسلامية صبغة
ترغو كثيراً ولكنها تبقى دائماً
في إطار المكاء والتصدية، وفي
عين الرضا الأمريكي والحرص
الأمريكي رغم كل ما يقال في كل
حين. صبغة تتمثل في سياسة تعد
المقاومة لتحرير (مزارع شبعا)
وتترك الجولان بأرضه وإنسانه
وطيره وشجره نكاح متعة على
التأبيد لبني إسرائيل!!
إقدام الإدارة الأمريكية على
كشف المخبوء في رؤيتها للدور
الإيراني (الشيعي) في المنطقة،
والاعتراف بأن إيران هي من يمثل
العراق والعراقيين؛ يكشف
للسوريين أبعاد محنتهم وسر
معادلتهم المعكوسة في ليلهم
الطويل، المعادلة التي يصر على
تكريسها الجميع!!
*مدير
مركز الشرق العربي
----------------------
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
20/03/2006
|