جبهة
الخلاص
عقد
لا
ينقض إعلان دمشق وإنما يعززه
زهير
سالم*
كان (لإعلان دمشق) بالقوى التي
تواثقت عليه خصوصياته المتقدمة
على صعيد الإنجاز الوطني في
سورية. فقد مثل الإعلان حتى الآن
أكبر تجمع للمعارضة السورية من
حيث الكم والعمق، وشمل أحزاباً
وتيارات وشخصيات للطيف السياسي
بعيدة الأثر في المجتمع، وفي
الحياة السياسية بشكل عام.
كما مثل (الإعلان) أيضاً
الاختراق الأول في توثيق
العلاقة بين معارضة الداخل
ومعارضة الخارج، وفرض هذه
العلاقة أمراً واقعاً على
الحياة السياسية، متحللاً بذلك
من القيود الوهمية التي حاول
البعض أن يكرسها في حياة
المجتمع السوري.
كما كان للإعلان ـ ثالثاً ـ
دوره في تجاوز الخط الأحمر
المصطنع في إقصاء جماعة الإخوان
المسلمين عن الساحة السياسية
بالقانون 49/1980 ومشتقاته
وتداعياته. فقد استطاع الموقعون
على الإعلان أن يمزقوا (الصحيفة
القاطعة الظالمة) التي قامت
دهراً على إقصاء تيار أساسي من
تيارات الحياة العامة عن الساحة
السورية.
كل هذه الإيجابيات وغيرها كثير
مما لا يجوز أن تغيب أو تُغيب في
احتساب الدور الذي أداه (إعلان
دمشق)، وفي البناء على الدور
الذي لا يزال يعوّل عليه فيه،
وينتظر منه.
إن الإنجاز الذي حققه (إعلان
دمشق) والقيادات الحرة الشريفة
التي وقعته كان إنجازاً كبيراً
تجاوز بالمعارضة السورية حالة
الشتات إلى حالة التجسد الحقيقي
في كيان وطني جامع يلتقي على
أهداف مشتركة ويتفق على وسائل
وأساليب موحدة.
في حدود رؤيتنا وعلمنا، أن (إعلان
دمشق) لم يقدم نفسه ممثلاً
شرعياً وحيداً للمعارضة
السورية. ولم يصادر حق أي فريق
من الموقعين عليه في الالتزام
بعقود ومواثيق مع جهات أخرى
طالما أن هذه العقود لا تخرج في
بنودها عن أهداف إعلان دمشق
وآلياته.
(التغيير السلمي الديموقراطي،
المعتمد على الذات الوطنية،
والذي ينشد دولة مواطنة حرة
يتساوى فيها جميع المواطنين على
أساس القانون، وتحسم خلافاتها
بصندوق اقتراع حر نزيه..)
وبالتالي، فإن أي ميثاق أو عهد،
يتواثق عليه أي فريق من
الموقعين على إعلان دمشق مع أي
فريق وطني آخر (خارج إطار هذا
الإعلان) يعتبر معززاً وداعماً
لمسعى هذا الإعلان؛ مادام في
إطار المبادئ والأهداف
والوسائل ذاتها.
ومن هنا فإننا لم ننظر أبداً
إلى الإعلان عن (جبهة الخلاص
الوطني) على أنها نقيض أو بديل
لإعلان دمشق، بل إن أي مراجعة
لميثاق الجبهة يؤكد أنه يدور
حول نص إعلان دمشق وروحه.
لفقد كان المقصود من التوقيع
على أوراق جبهة الخلاص الوطني،
تعزيز روحية إعلان دمشق وكسب
المزيد من العاملين في خدمة
المشروع الذي يعمله عليه.
في إطار العمل السياسي، وفي
ظروف مثل ظروف حركة المعارض
السوري الذي يتحرك تحت سقف
القمع والخوف وضعف التواصل،
وصعوبة الحوار؛ لا بد أن تحدث
اختلافات في وجهات النظر، أو في
تقويم الوقائع والخطوات. في
حالة مثل حالتنا التي نتحرك
فيها (كمعارضة سورية) يجب أن
نؤكد الشعار الذي طالما رددناه،
نحن الإخوان المسلمين، (نتعاون
فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا
بعضاً فيما اختلفنا فيه..) دون أن
ننسى أن الخلاف في بعض الأحيان
يكون خلافاً ظاهرياً، ومقتضى من
مقتضيات حسن السياسة، أو تجنب
المحاذير.
وانطلاقاً من رؤيتنا الذاتية
أيضاً ستظل يدنا ممدودة لكل
الأطراف والجهات والشخصيات،
لإنجاز العديد من التوافقات
والاتفاقات في إطار المبادئ
والأهداف والوسائل التي حددها (إعلان
دمشق) ومن ثم (جبهة الخلاص
الوطني). نرفض كل المواقف
الإقصائية، ونتعامل مع الجميع
بمنهجية ومبدئية بعيداً عن
الشخصانية، فنحن لكل أبناء
وطننا سواء مالتزموا بمبادئ
التوافقية الوطنية وقواعدها.
ولا يتصور منا أبداً أن نعقد أي
عقد ينقض ما عقدنا من قبل أو
أبرمنا.
(إعلان دمشق) ركيزة أساسية من
ركائز حركة المعارضة السورية،
نتمسك بها ونبني عليها، وجبهة
الخلاص الوطني التوأم المعزز
والمؤيد ولكل منهما دوره في
المرحلة الراهنة لتحقيق طموحات
شعبنا في التغيير المنشود.
*مدير
مركز الشرق العربي
----------------------
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
22/03/2006
|